يقدم الكاتب الصحفي عبد الحميد عبدوس للقراء الطبعة الثانية من كتابه » تأملات في اللحظ الحرجة و ارتسامات ذاتية « الصادر عن منشورات المجلس الإسلامي الأعلى ذيلها بعدد من المقالات القيمة ذات الطابع الثقافي عنونها ب» ارتسامات« تعكس صورة التفاعل الفكري و العاطفي للكاتب مع مؤلفات و قضايا أدبية و تاريخية وطنية عربية و إسلامية. بعد أن حظيت الطبعة الأولى لكتاب الصحفي عبد الحميد عبدوس عند صدورها في 2009 باهتمام مميز من العديد من المثقفين و من أبرزهم الراحل الشيخ عبد الرحمن شيبان ، قام المؤلف بإصدار طبعة ثانية تتضمن عدد من المقالات ذات الطابع الثقافي و الأدبي اختار لها عنوان » ارتسامات« تعكس صورة للتفاعل الفكري و العاطفي للكاتب مع مؤلفات و قضايا أدبية و تاريخية وطنية و عربية و إسلامية تدخل في صميم اهتمامات الكاتب ، تعبرعن تأملاته الشخصية والذاتية ، حيث عالج الكاتب مواضيع فرضت نفسها عليه دونها بطريقته وهي رسالته إلى القارئ خصوصا تعبر عن الضمير المشترك للأمة العربية، حيث كتب عن قضية ادونيس وعنون مقاله ب» التدليس والتلبيس في قضية الشاعر ادوني« وقدم قراءة معمقة لما كتب في تلك القضية من خلال المقالات الصحفية التي نشرت في الصحافة الوطنية خلال جدل تصريحات ادونيس. كما تضمنت الطبعة الثانية لمؤلف»تأملات في اللحظة الحرجة و ارتسامات ذاتية« موضوع حول رحيل شاعر المقاومة و عاشق فلسطين محمود درويش .وتوقف الكاتب عبد الحميد عبدوس عند مجموعة من الإصدارات التي أثرت المكتبة الجزائرية على غرار كتاب الشيح محمد الصالح الصديق » رحلتي مع الزمان« الذي يعتبره الكاتب مساهمة قيمة للثقافة الجزائرية خاصة وللثقافة الإسلامية بصفة عامة ، لأنه تسجيل أمين و تصوير بارع لمراحل حياة حافلة بالأحداث و الانجازات لرجل مثل الشيخ محمد الصالح الصديق. لم يتوان المؤلف في تقديم قراءته لكتاب» غدا يطلع النهار« الذي يعتبر آخر ما دونه الرئيس الراحل فرحات عباس الذي صدر في الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. ومن بين المؤلفات التي توقف عندها الكاتب ، مؤلف الرحل الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي يحمل عنوان » حقائق و أباطيل« الذي جاء ليحيي مآثر و أمجاد وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. كما لم ينسى المؤلف المناسبات المهمة التي تمر على الجزائر ،اذ تناول في موضوعه المعنون ب» وقفة مع العالم الذي كان أمة« الذكرى التاسعة و الستون لرحيل أمام النهضة الجزائرية الحديثة الشيخ عبد الحميد بن باديس. كما كان للقضية الفلسطينية حصة الأسد في الكتاب، إلى جانب أحداث أخرى مثل الغزو الأمريكي على العراق، وحرب لبنان 2006 التي يرى في انتصارها تغيرا لمفهوم الصراع التي كانت تعتمد عليها إسرائيل، كما تطرق إلى بعض المحطات العالمية مثل الصورة الكاريكاتورية المسيئة بالرسول صلى الله عليه وسلم والتي أعيد تداولها ونشرها في صحف أخرى بحجة حرية التعبير، في حين طرد صحفي من الشغل بسبب تعليقه عن زواج ابن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بيهودية واتهم بأنه أساء لليهود. وجاءكتاب عبد الحميد عبدوس الصادر في 252 صفحة من الحجم المتوسط لمعالجة وتحليل لأحداث الساعة وبأسلوب سهل وفي متناول الجميع، كما هو توثيق لأهم الأحداث في هذا العصر للأجيال القادمة . للإشارة ، اشتغل الكاتب عبد الحميد عبدوس لمدة عامين بجريدة الشعب، كما عمل كصحفي بجريدة الحوار، ومازال يمارس الصحافة إلى حد الآن ،حيث يتولى حاليا إدارة تحرير جريدة البصائر، كما سبق للكاتب عبدوس تأليف كتاب في سنة 2007 جاء تحت عنوان »وقائع الزمن المر« الذي صدر عن دار المعرفة للنشر، إلى جانب مجموعة قصصية »رحلة الوهم البعيدة« في سنة ,1986 بالإضافة إلى كتاب »ظلال وأضواء .« و الطبعة الأولى لكتاب» تأملات في اللحظة الحرجة«.