من الصعب جدا أن نحشر هذه المقالات في زاوية ضيقة أو نمر عليها مرورا عاجلا خصوصا إن كانت مقتطفة من تأملات في أوقات عصيبة كما عنونها المؤلف الكاتب والصحفي عبد الحميد عبدوس ب "تأملات في اللحظة الحرجة" هو كتاب جديد جمع من خلاله عبدوس مجموع مقالاته التي شكلت خلاصات تم استنتاجها من أحداث ووقائع مازالت تشكل رأس الحربة في جرح أمتنا العربية الإسلامية من جراء السياسات المنتهجة من قبل الغرب بملله ونحله الدينية والفكرية والسياسية، فكانت هذه المقالات خطوطا بيانية لكثير مما ينسج في الغرب ضد هذه الأمة العربية الإسلامية، ولأهميتها تكفل المجلس الإسلامي الأعلى بنشرها وقدم لها الدكتور أبو عمران الشيخ . المقالات التي تناولها الأستاذ عبد الحميد عبدوس تدور رحاها بين السياسة والفكر والدين، هذا الثالوث الخطير الذي يشكل هرما شيدت عليه الحضارة الغربية بنيانها حتى وإن نوعت في تأثيثه وتلوينه من الداخل، وجعلت منه صورا متعددة ومتعدية، وراحت من خلال هذا الهرم تشتغل على إدارة عالمنا المعاصر وتضع له أوثانا يِؤدى لها فروض السمع والطاعة، وعلى رأس هذه الأوثان كبيرهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، وما حدث للعالم الإسلامي والعربي من ويلات لا يمكن أن يخفيه غربال الديمقراطية المزعومة في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال وغيرها من البلدان الإسلامية والعربية. قدم للكتاب الدكتور أبو عمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى قائلا : " ...وأما الإدعاء بنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم فما هو إلا مجرد مغالطات يكذبها الواقع " . الكتاب من القطع المتوسط ويتوزع على 158 صفحة ويحتوي على 27 مقالا، من خلال عناوين المقالات نعرف الموضوع الذي يتناوله المؤلف وإن كانت معظم الموضوعات خليطا بين الدين والسياسة ورؤية الغرب . ومن أهم تلك المقالات نجد: " الإسلاميوفوبيا " آخر منتجات الحضارة الغربية ،"صقور الفاتيكان .. ونزعة التعالي على بقية الأديان"، "ماذا وراء الانسجام بين الرئيس بوش وبابا الفاتكان"، "ماذا وراء هذه الحرب الفقهية؟"، "هل تتجه الأمة الإسلامية نحو منزلق صدام المذاهب؟"، "الملف النووي الإيراني: سياسة حافة الهاوية"، "والموضوع الأخير" جائزة نوبل للسلام .. تقدير علمي أم رشوة سياسية؟"... المقالات رصد لنا فيها المؤلف البوصلة التي تؤشر توجهات الغرب والتي تتحدد من خلالها أهدافه للنيل من تدمير العالمين العربي والإسلامي تدميرا كاملا من ناحيته الشكل والمضمون حتى يتم له مسخ ونسخ كل مقومات هذه الأمة.