مرة أخرى، تقصى الرواية الجزائرية من اللائحة القصيرة للبوكر العربية، لتبقى آمال الجزائريين في نيل هذه الجائزة مؤجلة إلى أجل غير مسمى. فرغم عدد الترشيحات الجزائرية لهذه الجائزة، يبقى التمثيل الجزائري في هذا الاستحقاق السردي متواضعا في الوصول إلى اللائحتين الطويلة والقصيرة. تم أمس الإعلان على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2014 المعروفة إعلاميا ب»البوكر« العربية، حيث اشتملت القائمة بحسب بيان تحصلت »صوت الأحرار« على نسخة منه، ست روايات: اثنتان من المغرب، وروايتان من العراق، وواحدة من مصر وسوريا. وغاب عن القائمة اسم الروائي الجزائري واسيني الأعرج الذي اكتفت روايته »رماد الشرق« بالقائمة الطويلة، وهي ثالث مرة يصل واسيني للائحة الطويلة دون القصيرة، على غرار السنة المنصرمة أين وصلت روايته إلى نفس القائمة »أصابع لوليتا« الفائزة مؤخرا بجائزة الإبداع العربي، بمعية الروائي »أمين الزاوي« بروايته »حادي التيوس«. وعرفت المشاركة الجزائرية في البوكر مشاركة العديد من الروائيين الجزائريين، حيث أكد مصدر مطلع ل»صوت الأحرار«، أن معظم الروايات الصادرة هذا الموسم تقدمت للجائزة، لم يصل منها إلا »رماد الشرق« إلى الائحة الطويلة، وكان أول وصول للجزائريين للبوكر العربية سنة ,2010 حين بلغت »يوم رائع للموت« لسمير قسيمي اللائحة الطويلة، ليكتفي الجزائريون بهذه القائمة، باستثناء بشير مفتي الذي وصلت روايته »دمية النار« للقائمة القصيرة. وضمت قائمة البوكر القصيرة لهذه الدورة كلا من: السوري خالد خليفة بروايته »لاسكاكين في مطابخ هذه المدينة«، والمغربيان: يوسف فاضل وعبد الرحيم لحبيبي عن روايتيهما »طائر أزرق نادر يحلق معي« و»تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية« على التوالي، وكذا العراقيان: أحمد سعداوي وإنعام كجه جي بروايتيهما: »فرانكشتاين في بغداد« و»طشّاري«، وأيضا رواية »الفيل الأزرق« للمصري أحمد مراد. وبذلك تغطي الروايات الست لهذه السنة طيفا لافتا من حيث الموضوع ومن حيث الشكل: فهي تتضمن نصا مثيرا عن السجن من المغرب وقصة عائلة عراقية تواجه الشتات حول العالم منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الوقت الحالي وحكاية فرانكشتاين الذي يطلع في بغداد ويرهب أهلها ومتابعة قوى الأمن له وقصة رجل يطوف الشمال الأفريقي والشرق الأوسط باحثا عن المعرفة ورواية تحكي الواقع المُمض لصراع البقاء لعائلة في حلب إضافة لرواية إثارة سيكولوجية تدور أحداثها في مستشفى للأمراض النفسية في القاهرة. ويُشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الست قد اُختيرت من بين الروايات الست عشرة للقائمة الطويلة والتي كانت أُعلنت في الشهر الماضي، يناير ,2014 وهي القائمة التي اشتملت على 156 رواية من 18 بلدا تم نشرها خلال الاثني عشر شهرا السابقة. وضمت لجنة التحكيم والتي كانت ظلت طيّ الكتمان حتى اليوم: سعد البازعي، رئيسا، مع عضوية كل من: عبدالله إبراهيم، الناقد والأكاديمي العراقي، محمد حقي صوتشين، الأكاديمي التركي المتخصص في تدريس العربية وترجمة أدبها إلى التركية، أحمد الفيتوري، الصحافي والروائي والمسرحي الليبي، زهور كرّام، الأكاديمية والناقدة والروائية المغربية. وقد عقّب سعد البازعي، رئيس لجنة التحكيم، قائلا: زخرت القائمة الطويلة هذا العام بالأعمال الجديرة بالاختيار وكان من التحديات التي واجهتها هذه اللجنة اختيار أعمال قليلة من بين ذلك العدد الكبير من الأعمال الجيدة الأمر الذي يعكس ما حققته الرواية العربية في عام واحد. تنوعت في الروايات أساليب السرد ولغته على النحو الذي يكشف ما حققته الرواية العربية من ثراء فني. فمن استكشاف الواقع الافتراضي إلى تداخل الفنتازي بالواقعي مرورا باللغة التراثية وتعدد الأصوات السردية الأمر الذي يوضح إمكانيات الرواية العربية وقدرتها على النمو على رغم مما يحيق بالواقع من أزمات. كما علّق ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، قائلا: زتحتوي القائمة القصيرة لهذه الدورة على كوكبة من الروايات المتميزة بموضوعاتها وأساليبها السردية وبأجوائها التي تسيطر عليها ظلال الواقع الراهن بكل ما يحويه من تشتت ومعاناة إنسانية. وجاءت القائمة القصيرة لهذا العام تحمل أصواتا جديدة تصل إلى هذه المحطة من الجائزة لأول مرة وأصواتا متمرسة وصلت إليها سابقا. إن ما يجمع بين هذه الأصوات على اختلافها اهتمامتها الإنسانية وحرفيتها في السرد بطريقة شائقة تجذب القارئ . هذا وقد تحدّد يوم الثلاثاء 29 أفريل 2014 للإعلان عن اسم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية في احتفال يقام في أبوظبي عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.