قالت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط أنه «عليكم أن توجهوا السؤال إلى ياسف سعدي « بخصوص سؤال حول سر اختياره توقيت التصريحات النارية التي يتهمها و المجاهدات بخيانة رموز الثورة من المنطقة الحرة بالعاصمة والعمالة لفرنسا بعد 52 سنة؟ وأضافت أمس في افتتاح الأسبوع الثقافي الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للإتصال النشر والإشهار بفضاء مصطفى كاتب قبالة الجامعة المركزية بالعاصمة أن جيل الثورة بعد الاستقلال اتجه لبناء دولة فتية وتحدياتها ولم يتجه لكتابة تاريخ الثورة لتغذية الروح الوطنية للشباب والترويج لرموزنا الذين يمتدون في عمق التاريخ وليس فقط إلى الحركة الوطنية والثورة التحريرية . وفي لقاء حضره المدير العام للمؤسسة الوطنية للإتصال النشر والإشهار أحمد بوسنة ومديرة النشر سميرة قبلي ونخبة من الفاعلين في الحقل التاريخي والسياسي والإعلامي تناولت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط أهداف مساهمتها من خلال كتابة مذكراتها لتروي تفاصيل وجزئيات دقيقة من تجربتها الشخصية وغيرها في الثورة وذلك بعد أن لاحظت اتساع الهوة بين حضور تاريخ الجزائر وثورته في ذهنية الشباب واستخفافهم برموز الثورة وذلك حسبها لغياب الفهم لعمق التضحيات التي قدمتها أجيال متواصلة في ظل البؤس والفقر والتجهيل و الاستعمار بكل أشكاله بسبب غياب كتابة واعية للتاريخ وهو ما آلمها وأثر فيها ما دفعها لكتابة تجربتها البسيطة خاصة أمام غياب شهادات لمجاهدات مازلن على قيد الحياة باستثناء تجارب قليلة في كتابة المذكرات ، وتأسفت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط أن جيلها فشل في منح صورة شاملة وحقيقية حول الثورة ورموزها ومعاناتها تحت نير الاستعمار الفرنسي وأشارت : نتحمل كجيل مسؤولية ذلك لأننا انغمسنا في تاريخ دولة جديدة من الصفر وأهملنا كتابة حقائق التاريخ لكننا مازلنا على قيد الحياة وسنقول كل شيء مما عايشناه في تلك الفترة وتأسفت أن الجيل الجديد أصبحت فرنسا نموذجه في كل شيء وهو ما اعتبرته تهديدا لمستقبل البلاد لأن « الشباب الذي يجهل تاريخه ورموزه مهدد بالزوال والذوبان « وأشارت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط أن قضية « لابلويت « التي ذهب ضحيتها الكثير من المناضلين الشرفاء استهدفت الشباب والمثقفين والطلبة وكانت من نسج وصنيع المخابرات الفرنسية ومصالح الحرب النفسية في الجيش الفرنسي وأكدت أن عملية لابلويت الشهيرة التي دبرها «غودار» ونفذها «كاب ليجي» وذلك في شهر جويلية 1958 بالولاية الثالثة انطلقت أول خيوط تنفيذها من المنطقة الحرة بالعاصمة بزرع الفتنة والشك بين صفوف مناضليها بالقصبة حيث كانت تلبس المساجين من الثوار لباس « شنغاي أزرق « الصيني الصنع وتخرجهم في الشوارع بالقصبة وتقول أنهم باعوا الثورة وعملاء لها لتلطيخ نضالهم وشرفهم ثم امتدت العملية بعد نجاحها في تفكيك منطقة العاصمة ورموزها إلى الولاية الثالثة والرابعة . وبخصوص الرسالتين من أرشيف الجيش الفرنسي بفانسان التي يزعم المجاهد ياسف سعدي أنهما دليل على خيانتها للثورة والشهيدة حسية بن بوعلي قالت المجاهدة زهرة ظريف أنها وبشهادة مؤرخين ضمنهم الدكتورة مليكة القورصو والمؤرخ محمد حربي والمؤرخ الفرنسي جيلبرت مينييه أنهما من صنيع مصلحة الحرب النفسية للجيش الفرنسي لأنها في التاريخ المسجل فيهما كانت تعيش رفقة الشهيدة حسيبة بن بوعلي والشهيد علي لابوانت في القصبة ولا داعي لتبعث لها رسائل من جهته وقال الوزير الأسبق لمين بشيشي أن من يتهم المناضلين كريم بلقاسم وعبان رمضان وغيرهم رموز الثورة في إشارة لياسف سعدي إنسان خرف ويهذي ويتكلم بفم أسياده وتناول المؤرخين والباحثين محمد عباس ومحمد خوجة تشريح مذكرات المجاهدة زهرة ظريف بيطاط ومساهمتها في إثراء الذاكرة التاريخية الفرنسية وتعويضها بحصار العاصمة.