وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماع جنيف الذي عقد أول أمس الخميس بشأن البرنامج النووي الإيراني بالبداية البناءة، لكنه طالب طهران باتخاذ إجراءات ملموسة لضمان سلمية برنامجها النووي. وحذر من أن صبر واشنطن له حدود ولن تواصل المحادثات إلى ما لا نهاية. وحذر أوباما في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض من أن »صبر واشنطن له حدود« ولن تواصل المحادثات إلى ما لا نهاية، وأبدى أوباما استعداد إدارته لزيادة ضغوطها إذا لم تتخذ الجمهورية الإسلامية خطوات عملية بشأن برنامجها النووي، رغم دعمه لحقها في امتلاك قوة نووية سلمية. وأوضح الرئيس الأمريكي أن إيران استمعت لرسالة واضحة وموحدة من المجتمع الدولي في جنيف. ودعا طهران إلى التعامل بشفافية أكثر مع المجتمع الدولي والسماح بتفتيش منشأة »قم« الجديدة دون قيود في غضون أسبوعين، مشيرا إلى أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سيزور طهران خلال أيام. وكان رئيس الوفد الأمريكي لمحادثات جنيف مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية وليام بيرنز حث في لقاء ثنائي غير مسبوق جمعه مع رئيس الوفد الإيراني النووي سعيد جليلي على اتخاذ خطوات واضحة وعملية لإثبات سلمية برنامجها النووي. واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تحدثت في واشنطن عقب المحادثات أن الاجتماع »فتح الباب«. ومن جانبه أعلن المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في ختام اجتماع جنيف أن إيران ومجموعة »5+1« التي تمثل الدول الخمس الأعضاء بمجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا اتفقوا على عقد جولة جديدة من الاجتماعات قبل نهاية أكتوبر الجاري. كما اتفق المشاركون في الاجتماع -وفق سولانا- على مسألة تخصيب جزء من اليورانيوم الإيراني في دولة ثالثة. وفي هذا السياق نقلت مصادر عن مسؤول أمريكي قوله إن أغلب اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب سيرسل إلى روسيا لتخصيبه بموجب اتفاق تجري صياغته لتعزيز الثقة الدولية ببرنامج طهران النووي. ومن المقرر أن تجرى المحادثات الخاصة بالإجراءات المتعلقة بتنفيذ هذا الاتفاق في فيينا في 18 أكتوبر من الشهر الحالي. وفي موضوع ذي صلة قال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم كشف هويته إن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سيتوجه بعد أيام إلى طهران تمهيدا لفتح منشأة قم النووية للتفتيش الدولي. وتأكيدا لما ذكر قال رئيس الوفد الإيراني سعيد جليلي -وهو الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران- إن بلاده ستسمح للوكالة الدولية للطاقة النووية بمراقبة منشأة قم النووية. ورأى جليلي أن بلاده تدافع عن حقوقها وحق كل دولة بامتلاك طاقة نووية سلمية، وشدد على أن المنشآت الإيرانية النووية تحترم القواعد الدولية. وأوضح أن بلاده قامت ببناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم قرب قم لأسباب أمنية، مشيرا إلى التهديدات التي تلقتها إيران العام الماضي، في إشارة إلى التهديدات الأمريكية والإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية إلى منشآتها النووية. ومن جانبه قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في لقاء صحفي خاص من نيويورك إن مباحثات جنيف انطلقت بعد تقديم بلاده حزمة المقترحات التي تظهر جديتها وإرادتها السياسية. وأضاف متكي أن إيران تتوقع من الجانب الآخر مراعاة ذلك, وتعتقد أنه يجب مواصلة الحوار وتشكيل لجان نظامية ورفع مستوى المباحثات. وأضاف أن أسس المحادثات تغطي جوانب عديدة، وأن إيران اتخذت خطوات لبناء الثقة »وآن الأوان لأن يتخذ الآخرون نفس الخطوات«. وأكد متكي أن بلاده مازالت ملتزمة بحقوقها وواجباتها ضمن أطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولذا فهي غير خائفة من التحقيق الدولي حول الإعلان عن منشأة قم.