لوّح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف باللجوء إلى خيارات أخرى ضد إيران، إذا لم تتعاون مع المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، في وقت حذر فيه كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بفرض عقوبات شديدة على طهران إذا لم تنتهج أسلوبا واضحا بشأن هذا البرنامج. وقال ميدفيديف للصحفيين على هامش القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين بمدينة بيتسبرغ الأمريكية إن كشف طهران عن منشأة نووية سرية سبب قلقا لكل المشاركين في القمة بما في ذلك روسيا، وطالب إيران بإبداء أكبر قدر من التعاون وتقديم دليل مقنع على التزامها بتطوير برامج نووية سلمية في اجتماعها مع القوى الست الكبرى المقرر في جنيف في الأول من أكتوبر القادم. ودعا الرئيس الروسي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التحقق فورا من المنشأة النووية الإيرانيةالجديدة، ودعا طهران إلى التعاون الكامل معها. من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أصدره مكتبه الصحفي عن قلقه البالغ بشأن بناء إيران منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم، وجدد دعوته طهران إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بشكل كامل والتعاون مع الوكالة الذرية من أجل حل كل نقاط القلق المعلقة التي تتعلق ببرنامجها النووي. تصريحات ميدفيديف وبان تأتي عقب مطالبة واشنطن ولندن وباريس طهران بالكشف عن جميع برامجها النووية في أسرع وقت ممكن أو مواجهة العواقب. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع ساركوزي وبراون على هامش قمة مجموعة العشرين إن لإيران الحق في الحصول على تقنية نووية سلمية، لكنه اعتبر أن حجم منشآتها لا يوحي بذلك، مضيفا أن المنشأة النووية الجديدة تؤكد عدم رغبة طهران في الالتزام بالقواعد الدولية، ولا تنسجم مع برنامج نووي سلمي. وقال الرئيس الأمريكي إن هذه ليست المرة الأولى التي تخفي فيها إيران معلومات عن برنامجها النووي، وإن عليها أن تتحرك فورا لاستعادة ثقة المجتمع الدولي. وأكد في الوقت نفسه أن المجتمع الدولي ما زال ملتزما بالحوار مع إيران من خلال مجموعة 1 5+ التي تضم الدول الدائمة بمجلس الأمن، وهي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى ألمانيا. وبدوره اتهم براون إيران بالخداع في برنامجها النووي، وقال إنه يمهلها حتى الأول من أكتوبر المقبل لتنخرط في المجتمع الدولي كشريك وإلا تعرضت لعقوبات أشد. أما ساركوزي، فقال إن أمام إيران مهلة حتى ديسمبر القادم للاستجابة لمطالب المجتمع الدولي أو مواجهة عقوبات جديدة، مذكراً بجميع العروض التي قدمها لها الغرب لحل المسألة النووية من دون أن ينجح في ذلك. وفي حديثه عن المنشأة النووية الإيرانيةالجديدة، قال ساركوزي إن ما كشف هو استثنائي، وقد جرى بناء المنشأة منذ سنوات بعيداً عن نظر المجتمع الدولي والوكالة الذرية. وردا على التصعيد الغربي، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن المنشأة النووية الجديدة التي كشفت عنها طهران ليست سرا، وإن الوكالة الذرية يمكن أن تفتشها. وانتقد نجاد خلال مؤتمر صحفي عقده في نيويورك الجمعة تصريحات قادة الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا التي تضمنت تهديدا بتشديد العقوبات على إيران، وقال إنها تصريحات سيندم عليها القادة الثلاثة. وأكد أحمدي نجاد أن المنشأة الجديدة تعمل وفق معايير الوكالة الذرية وتم إبلاغها بها في وقت مبكر، معربا عن أمله في أن تساعد المحادثات المقررة بداية الشهر المقبل في خفض التوتر مع القوى الغربية التي تشعر بالقلق إزاء البرنامج النووي الإيراني. من جهة أخرى، قال الرئيس الإيراني إن إسرائيل لن تجرؤ على مهاجمة المنشآت النووية لبلاده، وإن الإيرانيين قادرون على الدفاع عن أنفسهم.