حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من انعكاسات فشل اجتماع مقرر بين بلاده ودول غربية في 19 أكتوبر الجاري في فيينا بشأن برنامجها النووي. ونقلت مصادر إعلامية إيرانية عن نجاد قوله إن ذلك الاجتماع سيشكل اختبارا للتعاون ''المثمر'' بين الطرفين في المستقبل. وأضاف أن ''إخفاق الاجتماع وفرض عقوبات على إيران سيضران بالغرب بدرجة أكبر من إضراره بإيران''. ومن المنتظر أن تلتقي الدول الست -وهي الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا- مع الوفد الإيراني المفاوض في جولة جديدة في ال19 من الشهر الجاري في فيينا، وذلك لمناقشة اتفاق أعربت إيران بموجبه عن استعدادها لشراء يورانيوم نسبة تنقيته تصل إلى 20٪ مخصب في الخارج. وتأتي هذه التصريحات في وقت أكدت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن المجتمع الدولي ''لن يصبر على إيران للأبد''، داعية طهران إلى الوفاء ب''التزاماتها الدولية'' فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وأضافت كلينتون في العاصمة البريطانية لندن أن المباحثات التي أجرتها دول ما يعرف بمجموعة ''5+''1 مع إيران في الأول من أكتوبر الجاري في فيينا، كانت بداية بناءة، لكنها قالت إن هذه المحادثات تحتاج لأن تتبعها أفعال. ومن جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند أن إيران ''لن تتاح لها أبدا فرصة أفضل مما هو متاح الآن لإقامة علاقات طبيعية مع بقية العالم''. وأضاف أن تاريخ برامج إيران النووية السرية يفسر عدم ثقة المجتمع الدولي في الادعاءات الإيرانية القائلة بأن برنامجها ذو طابع سلمي. وقال ميليباند إنه استعرض مع كلينتون التطورات الأخيرة في الملف النووي الإيراني، ومن بينها كشف طهران في الأسابيع الأخيرة عن مفاعل جديد لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وصف في وقت سابق الاجتماع المقبل بالبداية البناءة، لكنه طالب طهران باتخاذ إجراءات ملموسة لضمان سلمية برنامجها النووي. وحذر في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض من أن صبر واشنطن له حدود ولن تواصل المحادثات إلى ما لا نهاية. وتأتي تصريحات كلينتون وميليباند بعد أن لوحت إيران السبت الماضي بتخصيب اليورانيوم بنفسها إذا فشل اتفاق لتخصيبه في دولة أخرى، وحمل المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي شيرزاديان الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولية فشل أي اتفاق لتخصيب اليورانيوم. يشار إلى أنه أثناء اجتماع جنيف وافقت إيران على فتح منشأة قم النووية المشتبه في تخصيبها اليورانيوم أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تفتيشها، وقد أعلن المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي عقب زيارته طهران الأسبوع الماضي أن المفتشين الدوليين سيتوجهون إلى هناك يوم 25 أكتوبر الجاري. ويتهم الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدةإيران بالسعي لامتلاك برنامج نووي لأغراض عسكرية، وهو ما نفته طهران مرارا، وأكدت أن برنامجها للأغراض السلمية.