بعد أكثر من خمس سنوات من إنطلاق تصويره وبرمجة عرضه الشرفي الأول يوم 13 فيفري الماضي بقاعة الموقار وتأجيله سيتم تقديم العرض الأولي لفيلم المخرج محمد شويخ الموسوم » الأندلسي « بقاعة » الموقار« يوم الخميس 13 مارس الجاري، حيث ستعقد اليوم الإثنين بقاعة الأطلس ندوة صحفية مع المخرج والطاقم الفني والتقني للفيلم ويتواصل عرضه في إطار برنامج الديوان الوطني للثقافة والإعلام في أجندة معينة ، و يقدم فيلم «الأندلسي«على مدار ساعتين صورة سينمائية عن تجربة التسامح و التعايش بين الأديان خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في الأندلس . يسرد الفيلم أحداث تاريخية مطعمة بخيال يتناول أحداث تمتد منذ نهاية القرن الرابع عشر إلى غاية بداية القرن الخامس عشر، حيث يغادر سليم ابن القاضي المسلم أبو حمزة ووالدته الكاثوليكية ماريا رودريغيز مدينة « مالاقا« ليلتحقا بغرناطة، حتى يكمل سليم دراسته، ليصبح أصغر كاتب ديوان لدى الملكة عائشة والدة عبد الله آخر ملوك غرناطة التي عند سقوطها يهاجر إلى مدينة «أندراش«، حيث يعيش فقيرا، ويرفض مرافقة أبو عبد الله في هجرته إلى فاس بالمغرب الأقصى، ويلتحق مع صديقه إسحاق بالسواحل الجزائرية على ظهر زورق صغير، فيستخدمه أمير ذو نفوذ ككاتب ديوان خاص ببناته الثلاث، ليصبح بعدها أمين الخزينة ويتزوج بالأميرة منصورة وبعد الغزو الإسباني لوهران، اهتز عرش المملكة وأخضع للتاج الإسباني، وبفضل تحكّم سليم ابن القاضي في اللغات الأيبيرية، أصبح مترجما وصديق القائد الإسباني مارتن دارقوت، ومن بين وظائفه المتعددة أنه كان حليف وأمين سر الأمراء المتصارعين، فكان في قلب الأحداث التي هزت المغرب العربي مثل الغزو الإسباني ودخول الأتراك، إلى جانب ذلك كان يقوم بأسفار عديدة إلى مالاقا، حيث تعيش خالته إيزابيل، وفي خضم كل هذه التحولات كان سنده الكبير زوجته الرائعة الأميرة منصورة. مشاهد الفيلم التي حملت توقيع مدير التصوير الشهير علال يحياوي ، صوِّر بعضها في قصور حي القصبة العتيق في العاصمة ، مثل قصر مصطفى باشا، وقصر خداوج العمياء، ولقطات بقصر المشور في تلمسان أما المناظر الخارجية فتوزعت بين ميناء تيبازة الساحلي ومدينة «صفاقس» التونسية وحرص العمل على إبراز فنون الطرب الأندلسي، من خلال فرقة «جوهرة» وبنجمة الفن الأندلسي زكية قارة تركي التي قدّمت وصلات من الطرب الغرناطي. الفيلم الذي أعطيت إشارة انطلاق تصويره منذ عام 2008 بحضور وزيرة الثقافة يشارك في تحريكه نخبة من الممثلين من مختلف الأجيال على غرار الفنانة بهية راشدي التي تجسد دور الملكة عائشة التي يترك ابنها العرش للمسيحيين في غرناطة ، حسان قشاش ، أمينة لوكيل ، نبيل عسلي ، رضا لغواطي و الممثلة مليكة بلباي ، أما دور البطولة فيؤديه الممثل محمد بلبكري الذي يجسد دور سليم إبن القاضي وهو عمل مشترك مع التلفزيون الجزائري، وأنتج بدعم وزارة الثقافة والوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي وديوان حقوق التأليف والحقوق المجاورة، كما تحصل على جزء من ميزانية الأفلام المنجزة في إطار «الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007«. المخرج المخضرم محمد شويخ من مواليد 03 سبتمبر 1943 بمستغانم، ، لاسيما عن فيلمه «القلعة« 1988 ، وانطلق عام 1972 من خلال فيلمين أعدهما للتلفزيون الجزائري قبل أن ينطلق في العمل السينمائي ، واستهل حياته المهنية كممثل مسرحي قبل أن يؤدي الدور الرئيسي في فيلم «ريح الأوراس« للمخرج محمد الأخضر حامينة، الحائز على الجائزة الأولى في مهرجان « كان «عام 1967 ومن أشهر أعماله «يوسف وأسطورة النائم السابع« ، «عرش الصحراء« .