تحتضن اليوم ،قاعة »الموقار« العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل» الأندلسي« لمخرجه محمد شويخ الذي يستعيد من خلاله صفحات منيرة من التعايش بين الأديان في فترة حاسمة خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في الأندلس مستلهما التاريخ بحثا عن إسقاطات لفهم الإشكاليات الراهنة في محاولة منه لتفكيكها بكاميراته التي جابت قصور القصبة العتيقة و قصر الحمراء باسبانيا ليقدم للجمهور فيلم تاريخي يثمن تجربة التعايش بين الأديان. ستحملنا كاميرا محمد شويخ مدة ساعتين إلى أحداث تاريخية مهمة طبعت نهاية القرن الرابع عشر و بداية القرن الخامس عشر، حيث يغادر سليم ابن القاضي المسلم أبو حمزة ووالدته الكاثوليكية ماريا رودريغز مدينة »مالقة« ليلتحقا بغرناطة، حتى يكمل سليم دراسته، ليصبح أصغر كاتب ديوان لدى الملكة عائشة والدة عبد الله آخر ملوك غرناطة التي عند سقوطها يهاجر إلى مدينة »اندراش«، حيث يعيش فقيرا، ويرفض مرافقة أبو عبد الله في هجرته إلى فاس بالمغرب الأقصى، ويلتحق مع صديقه إسحاق بالسواحل الجزائرية على ظهر زورق صغير، فيستخدمه أمير ذو نفوذ ككاتب ديوان خاص ببناته الثلاث، ليصبح بعدها أمين الخزينة ويتزوج بالأميرة منصورة. بعد الغزو الإسباني لوهران، اهتز عرش المملكة وأخضع للتاج الإسباني، وبفضل تحكّم سليم ابن القاضي في اللغات الأيبيرية، أصبح مترجما وصديق القائد الإسباني مارتن دارقوت، ومن بين وظائفه المتعددة أنه كان حليف وأمين سر الأمراء المتصارعين، فكان في قلب الأحداث التي هزت المغرب العربي مثل الغزو الإسباني ودخول الأتراك، إلى جانب ذلك كان يقوم بأسفار عديدة إلى مالقة، حيث تعيش خالته إيزابيل، وفي خضم كل هذه التحولات كان سنده الكبير زوجته الرائعة الأميرة منصورة. واختار المخرج اللغة الفصحى كواسطة اتصالية رئيسة في الفيلم، كما سيكون الحوار ممزوجا أيضا باللغة الإسبانية واللهجة الكاتلانية وكذا الدارجة الجزائرية، ولغات أخرى كانت متداولة في تلك الفترة. العرض الشرفي لفيلم » الأندلسي« سيكون بحضور المخرج محمد شويخ وطاقم الفيلم المتكون من كوكبة من الفنانين الجزائريين البارزين أمثال؛ سيد علي كويرات، بهية راشدي، حسان كشاش ،ليتواصل عرضه إلى غاية نهاية الشهر في إطار برنامج الديوان الوطني للثقافة والإعلام. الجدير بالذكر، أن المخرج محمد شويخ من مواليد 03 سبتمبر 1943 بمستغانم، حاز عددا من الجوائز العالمية، لاسيما عن فيلمه »القلعة» 1988 الذي صنفته مجلة »لي كايي دو سينما» الفرنسية في تلك الفترة كتحفة فنية. وانطلق عام 1972 من خلال فيلمين أعدهما للتلفزيون الجزائري قبل أن ينطلق في العمل السينمائي الحقيقي، واستهل حياته المهنية كممثل مسرحي قبل أن يؤدي الدور الرئيسي في فيلم »ريح الأوراس» للمخرج محمد الأخضر حمينة. كما حاز المخرج على العديد من الجوائز خلال مشواره السينمائي.