يقدّم المخرج الجزائري محمد شويخ يوم الخميس 13 فيفري الجاري، العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل ”الأندلسي” بقاعة ”الموقار”، ويتواصل عرضه إلى غاية نهاية الشهر، حسبما جاء به برنامج الديوان الوطني للثقافة والإعلام. بعد مرور أكثر من خمس سنوات على بداية تصوير الفيلم التاريخي ”الأندلسي” وإعطاء إشارة الانطلاق بدار ”عبد اللطيف” بالعاصمة، سيخرج العمل السينمائي إلى النور بقاعة ”الموقار” يوم الخميس 13 فيفري بحضور المخرج محمد شويخ، يشارك في الفيلم الذي تقارب مدته الساعتين كوكبة من الفنانين الجزائريين البارزين أمثال؛ سيد علي كويرات، بهية راشدي، حسان قشاش وغيرهم، إلى جانب فنانين عرب وأسبان، حيث وضع شويخ سيناريو الفيلم وحواره مرتكزا على مؤلّفات وأبحاث وثائقية طويلة، وصوّر الفيلم بالجزائر وتحديدا في الجزائر العاصمة، وهران، تلمسان، تنس ومستغانم، كما صوّر بعض مشاهده في المغرب (فاس) وتونس (مشاهد سفن غاليون الشراعية) وإسبانيا (ملقة وقصر الحمراء). يسرد الفيلم أحداث تاريخية تبدأ من نهاية القرن الرابع عشر إلى غاية بداية القرن الخامس عشر، حيث يغادر سليم ابن القاضي المسلم أبو حمزة ووالدته الكاثوليكية ماريا رودريغز مدينة ”مالقة” ليلتحقا بغرناطة، حتى يكمل سليم دراسته، ليصبح أصغر كاتب ديوان لدى الملكة عائشة والدة عبد الله آخر ملوك غرناطة التي عند سقوطها يهاجر إلى مدينة ”اندراش”، حيث يعيش فقيرا، ويرفض مرافقة أبو عبد الله في هجرته إلى فاس بالمغرب الأقصى، ويلتحق مع صديقه إسحاق بالسواحل الجزائرية على ظهر زورق صغير، فيستخدمه أمير ذو نفوذ ككاتب ديوان خاص ببناته الثلاث، ليصبح بعدها أمين الخزينة ويتزوج بالأميرة منصورة. بعد الغزو الإسباني لوهران، اهتز عرش المملكة وأخضع للتاج الإسباني، وبفضل تحكّم سليم ابن القاضي في اللغات الأيبيرية، أصبح مترجما وصديق القائد الإسباني مارتن دارقوت، ومن بين وظائفه المتعددة أنه كان حليف وأمين سر الأمراء المتصارعين، فكان في قلب الأحداث التي هزت المغرب العربي مثل الغزو الإسباني ودخول الأتراك، إلى جانب ذلك كان يقوم بأسفار عديدة إلى مالقة، حيث تعيش خالته إيزابيل، وفي خضم كل هذه التحولات كان سنده الكبير زوجته الرائعة الأميرة منصورة. المخرج محمد شويخ من مواليد 03 سبتمبر 1943 بمستغانم، حاز عددا من الجوائز العالمية، لاسيما عن فيلمه ”القلعة” (1988) الذي صنفته مجلة ”لي كايي دو سينما” الفرنسية في تلك الفترة كتحفة فنية. وانطلق عام 1972 من خلال فيلمين أعدهما للتلفزيون الجزائري قبل أن ينطلق في العمل السينمائي الحقيقي، واستهل حياته المهنية كممثل مسرحي قبل أن يؤدي الدور الرئيسي في فيلم ”ريح الأوراس” للمخرج محمد الأخضر حمينة، حيث حاز الجائزة الأولى في مهرجان ”كان” عام 1967. جدير بالذكر أن فيلم ”الأندلسي” عمل مشترك مع التلفزيون الجزائري، يحظى بدعم وزارة الثقافة والوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي وديوان حقوق التأليف والحقوق المجاورة، كما تحصل على جزء من ميزانية الأفلام المنجزة في إطار ”الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007”.