كشف المخرج القدير محمد شويخ أن مشروعه القادم سيكون فيلم حول المتصوف الزاهد « سيدي لخضر بن خلوف والروائي الإسباني سرفنتاس « وأكد أمس في ندوة صحفية عقدها بقاعة الأطلس رفقة الطاقم الفن والتقني لفيلم » الأندلسي « الذي سيعرض الخميس القادم بقاعة الموقار أنه وجد صعوبة كبيرة في كتابة السيناريو بسبب قلة وتعدد القراءات التي تتضمنها المراجع التاريخية حول سقوط غرناطة وشخصيات المرحلة وأشار أنه حاول الإعتماد على نخبة من الوثائق التاريخية المهمة لبناء شخصيات فيلمه التاريخي كما قال أنه عمد إلى إختزال الكثير من المراحل والمحطات لأن المرحلة ثرية بالأحداث والصراعات والشخصيات وقام بانتقاء محطات مهمة لأنه لو تناول تفاصيل المرحلة فإن ذلك يعني تقديم عدة أفلام في زوايا عديدة . وأضاف أمس بحضور زوجته يمينة بشير شويخ التي تنتج الفيلم ونخبة من الممثلين الذين جسدوا الفيلم على غرار الفنانة بهية راشدي والفنانين حسان كشاش ،محمد بن بكريت طارق خاج عبد اللطيف ، رضا لغواطي والفنان جان لوبي أندجوغار أنه من الصعب التلاعب بالحقيقة التاريخية وقد إ?تمد على الحقائق التاريخية كما طعمنها بالخيال وقد جمع نخبة من الحقائق التاريخية في السيناريو وأضاف المخرج محمد شويخ أن سينجز مسلسل تلفزيوني حول سقوط غرناطة مستلهم من ذات السيناريو وعبر عن سعادته بإنجازه لفيلم باللغة العربية الفصحى لأول مرة، من جهتها قالت منتجة الفيلم يمينة بشير شويخ أن الفيلم التاريخي يستدعي ميزانية كبيرة وتأخر واستغرق 9 سنوات يسبب مشاكل مادية ، وعن الميزانية أشارت أن وزارة الثقافة ساهمت بمبلغ 1 مليار سنتيم ضمن دعم صندوق الفداتيك ، كما إستفاد من مبلغ 1 مليار سنتيم في إطار دعم إنتاجات تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 و بميزانية 2 مليار و500 سنتيم في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011 وهي مساهمة من طرف الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي ، وأوضحت السيدة شويخ أن السيناريو الذي كتبه المخرج محمد شويخ كان في البداية نصا روائيا مبنيا على حقائق تاريخية لكنه فيما بعد قرر تحويله إلى سيناريو مؤكدة أن زوجها المخرج محمد شويخ ليس مؤرخا بل كاتب سيناريو وسيتم إٍرفاق الفيلم بنسخ صوتية مترجمة بالفرنسية والإنكليزية والإسبانية وأن إنشغالها الآن عرض الفليم على مستوى القاعات الجزائرية في إنتظار المشاركة في المهرجانات السينمائية العربية كما أوضحت أنه تعذر تصوير لقطات من الفيلم المنتج من طرف الجزائر وفرنسا وإسبانيا بكل من فاس المغربية ومالاقا الإسبانية فيما إكتف الفريق بتصوير لقطات على السواحل التونسية وأشارت المنتجة يمينة بشري شويخ أن توزيع الفيلم سيعرف تذبذبا بسبب حجز القاعات السينمائية لصالح مترشحي الإنتخابات الرئاسيات القادمة لكنه سيتم عرضه عبر التراب الوطني وعن إمكانية عرضه على شاشة التلفزيون أجابت المخرجة يمينة شويخ أن لجنة قراءة التلفزيون الجزائري في البداية قبلت مشروع الفيلم لكن بعد إنطلاق تصوير الفيلم تراجع بسبب المشاكل المادية التي يمر بها التلفزيون وانسحب من دعم الفيلم. وثمن كل من الممثلين بهية راشدي ، حسان كشاش ،محمد بن بكريت طارق حاج عبد اللطيف ، رضا لغواطي والفنان الفرنسي جان لوي أندجوغار تجربة العمل مع العائلة السينميائة شويخ والأجواء التناغم التي ميزت التصوير وإحترافية المخرج محمد شويخ في إدارة الممثلين وإثارة مراحل مهمة من تاريخ الجزائر كما يبرز قدرة الممثل الجزائري على إتقان اللغة العربية الفصحى وأثير أن مشاهد الفيلم التي حملت توقيع مدير التصوير الشهير علال يحياوي ، صوِّر بعضها في قصور حي القصبة العتيق في العاصمة ، مثل قصر مصطفى باشا، وقصر خداوج العمياء، ولقطات بقصر المشور في تلمسان أما المناظر الخارجية فتوزعت بين ميناء تيبازة الساحلي ومدينة «صفاقس» التونسية . يقدم الفيلم التاريخي «الأندلسي«على مدار 135 دقيقة وبلغة عربية فصحى نماذج تجربة التسامح و التعايش بين الأديان خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في الأندلس ويسرد وقائع تاريخية مطعمة بخيال أحداث تمتد منذ نهاية القرن الرابع عشر إلى غاية بداية القرن الخامس عشر، حيث يغادر سليم ابن القاضي المسلم أبو حمزة ووالدته الكاثوليكية ماريا رودريغيز مدينة « مالاقا« ليلتحقا بغرناطة، حتى يكمل سليم دراسته، ليصبح أصغر كاتب ديوان لدى الملكة عائشة والدة عبد الله آخر ملوك غرناطة التي عند سقوطها يهاجر إلى مدينة «أندراش«، حيث يعيش فقيرا، ويرفض مرافقة أبو عبد الله في هجرته إلى فاس بالمغرب الأقصى، ويلتحق مع صديقه إسحاق بالسواحل الجزائرية على ظهر زورق صغير، فيستخدمه أمير ذو نفوذ ككاتب ديوان خاص ببناته الثلاث، ليصبح بعدها أمين الخزينة ويتزوج بالأميرة منصورة وبعد الغزو الإسباني لوهران، اهتز عرش المملكة وأخضع للتاج الإسباني، وبفضل تحكّم سليم ابن القاضي في اللغات الأيبيرية، أصبح مترجما وصديق القائد الإسباني مارتن دارقوت، ومن بين وظائفه المتعددة أنه كان حليف وأمين سر الأمراء المتصارعين، فكان في قلب الأحداث التي هزت المغرب العربي مثل الغزو الإسباني ودخول الأتراك، إلى جانب ذلك كان يقوم بأسفار عديدة إلى مالاقا، حيث تعيش خالته إيزابيل، وفي خضم كل هذه التحولات كان سنده الكبير زوجته الأميرة منصورة. للتذكير المخرج المخضرم محمد شويخ من مواليد 03 سبتمبر 1943 بمستغانم، ، من أفلامه المهمة «القلعة« 1988 ، وانطلق عام 1972 من خلال فيلمين أعدهما للتلفزيون الجزائري قبل أن ينطلق في العمل السينمائي ، واستهل حياته المهنية كممثل مسرحي قبل أن يؤدي الدور الرئيسي في فيلم «ريح الأوراس« للمخرج محمد الأخضر حامينة، الحائز على الجائزة الأولى في مهرجان « كان «عام 1967 ومن أشهر أعماله «يوسف وأسطورة النائم السابع« ، «عرش الصحراء« .