تستضيف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، اليوم ، فرقة عازف الغيتار الغجري مارك كامبو في حفل تحتضنه قاعة» ابن زيدون«، حيث سيستمتع الجمهور من عشاق موسيقى الفلامنكو و الجاز باداء الفرقة التي قدمت مشروع »أوتار حساسة»تكريما للعازف الشهير »جانغو رينهارت»، ويعرف عن فرقة مارك كامبو ميلها إلى تقديم موسيقى الجاز الثلاثي مع إضفاء بعض اللمسات الغجرية والروحانية المميزة. وكانت الفرقة قد حققت نجاحا كبيرا في فرنسا، وفي مرسيليا على وجه الخصوص، من خلال مشروع »أوتار حساسة» الذي يقدم للجاز الغجري من خلال عزف كل من مارك كامبو على آلة الغيتار، فيليب غيرو على آلة كونتروباص، وماثيو ارنال مرافق وعازف على غيتار السليمر الخاص بموسيقى الغجر، الذي يمثّل عندهم الفلامنكو العمود الفقري للموسيقى التي ترافقهم في حياتهم اليومية، حيث تمثل نمطا فريدا وفذّا من الموسيقى هو في الحقيقة مزيج من الألحان والشّعر والرّقص، وهو يتميّز بإيقاعات جذّابة استمالت قلوب الملايين وجعلته يكتسب عددا هائلا من المحبّين في جلّ أرجاء المعمورة، وهذا ما جعله يغدو المنتج الثّقافي الفنّي الأكثر حضورا وتأثيرا في المجال الحضاري الإسباني الرّاهن. تعود أصوله إلى هضاب منطقة الأندلس. ورغم غياب تاريخ دقيق لزمن ظهوره، إلاّ أنّ معظم مؤرّخي الموسيقى يرجعون ذلك إلى القرن الرّابع عشر على وجه التّقريب، ويتّفقون على أنّ بروزه في صيغته المعروفة اليوم لم تتمّ إلاّ خلال القرن الثّامن عشر. وقد اعتبر الفلامنكو منذ نشأته فنّ الفقراء والمهمومين والمتمرّدين داخل الأقليّات المضطهدة في إسبانيا؛ من الموريسكيّين (بقايا العرب المسلمين في إسبانيا بعد سقوط الأندلس)، والغجر واليهود، على يد محاكم التّفتيش التي أقامها الملك فرديناند لإجبارهم على اعتناق المسيحيّة الكاثوليكيّة، ممّا دفع هذه الأقلّيات إمّا إلى مغادرة الوطن أو التخفّي في الجبال والمناطق الوعرة التي شهدت ولادة هذا الفنّ تعبيرا عن مآسيها، ليتمّ تناقله من جيل إلى جيل عبر المأثور الشّفوي. والفلامنكو فنّ متعدد المظاهر، فهو يتضمّن الرّقص والعزف والغناء، ويعتمد مزيجا من الألحان المستقاة أساسا من الموسيقى العربيّة وأساليب الغناء الخاصّة بطائفة اليهود الأسبان وموسيقى الغجر ذات الملامح الهنديّة الواضحة. وهي الموسيقى التي عادت مؤخرا إلى الساحة العالمية بقوة لتفرض تواجدها كنوع مميز وخاص يحمل بين جنباته قصص عادات الغجر الرحالة وأخبار رحلاتهم، وأسفارهم. هذا وتضرب الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مواعيد أخرى في إطار برنامج ربيع نغمات الجاز الغجري.