الفلامنكو سيكون في الموعد سهرة ال18 سبتمبر المقبل من خلال الحفل الذي يقترحه معهد سرفانتس بالعاصمة بالتنسيق مع السفارة الاسبانية بالجزائر لعشاق الفن الكتلاني بقاعة ابن زيدون برياض الفتح ببصمة فرقة » مالا سانغري« الاسبانية الشهيرة بأداءها لموسيقى حية تمزج بين الفلامنكو التقليدي والأليغرياس الممزوجة بقصائد الكانتي خوندو و الكانتي أنترميديو.. فرقة » مالا سانغري« الاسبانية و المتكونة من 5 عازفات ستمنع لجمهور ابن زيدون لحظات من العزف، الرقص، و الغناء الممزوج بعبق فن التانغو، الفادو وحتى الجاز والبوب، هي الخلطة الموسيقية التي تعتمدها شابات فرقة » مالا سانغري« الأخوات ماريا ومارتا وما ريا روميرو التي ضمنت لها تأشيرة العبور إلى قلوب عشاق الفلامنكو ببهارات مختلف الثقافات. سيكون الفلامنكو حاضرا في سهرة 18 سبتمبر المقبل ابتداء من الساعة التاسعة و النصف ليلا ليبن مرة أخرى انه نمطا فريدا من الموسيقى التي يمزج فيها الألحان ، الشعر و الرقص والرّقص على وقع الألحان الجذابة غازلت قلوب الملايين مما جعله يغدو الفن الثقافي الأكثر حضورا وتأثيرا في المجال الحضاري الإسباني الراهن. . يعتبر الفلامنكو منذ نشأته فن الفقراء والمهمومين والمتمردين على غرار» لوس خيتانوس « الغجر الاسبان و » الموريسكييين« من بقايا العرب المسلمين في إسبانيا بعد سقوط الأندلس، وحتى اليهود.. وهو فن متعدد المظاهر، فهو يضمن الفرجة الحقيقية من خلال الرقص والعزف والغناء، ويعتمد مزيجا من الألحان المستوحاة أساسا من الموسيقى العربيية وأساليب الغناء الخاصة بطائفة اليهود الأسبان وموسيقى الغجر ذات الملامح المميزة. ومن هنا، تفرعت أنماط أغاني الفلامنكو مثل »السوليرياس« »الأليغرياس« الممزوجة بالقصائد » كانتي«. منها قصائد »الكانتي خوند« بمعنى الغناء العميق وهي أولى وأقدم قصائد الفلامنكو، وتتمحور مواضيعها عاممة حول التعبير عن معاناة ألم الحبب وما يسببه الموت وفراق الأحبة. أما قصائد »الكانتي انترمديو« فهي شديدة القرب في مواضيعها من مواضيع قصائد »الكانتي جوندو« لكن بنظرة أكثر تفاؤلا، إذ غالبا ما تكون نهايات قصص الحب فيها سعيدة. ويعتبر هذا النمط من القصائد الغنائية في الفلامنكو الأكثر تأثثرا بالشعر العربي نظرا لأصولها الموريسكية ، حيث يعتقد الكثير من الدارسين أن هذا النمط من الكانتي قد برز في الأندلس. كما نجد أيضا قصائد »الكانتي شيكو« التي يتخللها جو من الفرح والسعادة أكثر من نظيراتها الأخرى، إذ غالبا ما تتمحور مواضيعها حول الفرح والفخر والتعبير عن حب الحياة أما ما يسمى »لابوز أفيلا« فهو نوع مميز من القصائد المغناة في الفلامنكو منسوب إلى الغجر ينشد بصوت حزين ومتقطع، ويشاع أنه لا يمكن لأحد أن يتقن هذا الأسلوب في الإنشاد ما لم يكن غجريا . أما العزف في موسيقى الفلامنكو، فيرتكز على الارتجال، وتسمى البنية الهارمونية والإيقاعية لأغاني الفلامنكو »كومباس« وتعتبر الغيتار الآلة الموسيقية الأساسية المرافقة لمغني الفلامنكو، وقد أدخلها العرب إلى إسبانيا في القرن التّسع الميلادي كانت تحمل اسم »كيثارة«.