يلتحق اليوم ما يزيد عن 1 مليون و164 ألف طالب بمختلف المؤسسات الجامعية منهم أكثر من 134 ألف من حملة البكالوريا الجدد في دخول جامعي ينفرد هذا العام بالعديد من الخصائص منها فتح أقسام تحضيرية تمهيدا للعمل بالمدارس الكبرى بالإضافة إلى سريان الزيادات التي أقرّها رئيس الجمهورية في منحة طلبة التدرج ب 50 بالمائة واستفادة طلبة أقسام الدكتوراه البطّالين من منحة شهرية بقيمة 12 ألف دينار. أفادت الأرقام الرسمية التي كشفت عنها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن العدد الإجمالي للطلبة خلال السنة الجامعية التي تنطلق رسميا اليوم، يقدّر ب 1 مليون و164 ألف و137 طالب في كل الأطوار الجامعية وذلك باحتساب الوافدين الجدد إلى القطاع من حملة البكالوريا لهذا العام الذين يصل عددهم إلى 134 ألف و981 طالب، كما تشير هذه المعطيات إلى أن عملية التأطير سيتكفّل بها ما يقارب 35 ألف أستاذ منهم 7 آلاف أستاذ من المصف العالي وهو ما يعني، بعملية حسابية، توفير أستاذ واحد لكل 30 طالبا. وخلافا للسنوات القليلة الماضية فإن التكفل بهذا العدد الكبير من الطلبة لا يطرح أي إشكال بالنسبة للوزارة الوصية سواء من الناحية البيداغوجية أو من جانب الإيواء، فما هو متوفر حاليا من مرافق بيداغوجية يسع في الإجمال 1 مليون و200 ألف طالب يضاف إلى ذلك قدرة إيواء تتجاوز 510 ألف سرير، وهو ما يضع الوصاية في موقف مريح نسبيا، علما أن الدخول الجامعي الجديد سيشهد موازاة مع ذلك تطوير الشبكة الجامعية فتح مركز جامعي و4 مدارس وطنية عليا و56 إقامة جامعية. ويرافق كل هذه الإجراءات آليات جديدة تهدف إلى تحسين نوعية التكوين الجامعي مثلما تؤكد على ذلك مؤشرات وزارة التعليم العالي التي قرّرت هذه السنة العمل بنظام الأقسام التحضيرية للمدارس الوطنية التي تشمل في مرحلة أولى تخصصات في العلوم والتكنولوجيا وكذا العلوم الاقتصادية والتجارية والتسيير بالإضافة إلى اعتماد أقسام تحضيرية مدمجة في الإعلام الآلي والهندسة المعمارية وإنشاء مدارس عليا جديدة مختصة في التكنولوجيا والصحافة والعلوم السياسية والإدارة. ووضعت وزارة رشيد حراوبية نصب عينها دخول هذا العام من أجل مواصلة سلسلة الإصلاحات التي تم الشروع فيها قبل أربع سنوات وذلك بتوسيع نظام »أل أم دي« من خلال فتح شهادات جديدة خاصة بالليسانس والماستر والدكتوراه التي تأتي لاستكمال الهيكل الجديد للتعليم وبالتالي فتح أقسام تحضيرية ومدارس وطنية عليا جديدة وفروع للتسجيل على المستوى الوطني خصوصا في المواد العلمية والتكنولوجية إضافة إلى تحسين نوعية التأطير من خلال مواصلة تنفيذ مخطط تكوين المكونين وكذا وضع إجراء لتقييم وضمان النوعية انطلاقا من هذه السنة الجامعية. وبحسب أرقام الوزارة فإنه تقرّر أيضا في مجال التكوين في الدكتوراه وتكوين المكوّنين فتح 7184 منصب تكوين في الماجيستر و2240 منصب في الدرجة الثالثة (ليسانس ماستير دكتوراه) إلى جانب 2450 منصب للتخصص الطبي، كما سيبلغ عدد المدارس الخاصة بالدكتوراه 83 مدرسة ليغطي بذلك مجموع الاختصاصات. واستعدادا لاستقبال 2 مليون طالب بعد خمس سنوات من الآن فإنه تم اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان أحسن تكفل بهم بعد أن تم دعم قدرات الاستقبال البيداغوجي في هياكل المرافقة والدعم التي تشمل على كل المرافق إضافة إلى وضع شبكة قطاعية ونظام إعلامي خاص بالتعليم العالي والبحث العلمي، كما تقرّر بالمناسبة توسيع الندوات والتعليم عن بعد حيث أصبحت عملية على مستوى الجامعات ابتداء من الدخول الجامعي لهذا العام إلى المدارس التحضيرية والمدارس الوطنية على أن يتم دعم هذا النمط التعليمي الجديد من خلال تأسيس قناة الجامعة للمعرفة التي سيتم إطلاقها خلال السداسي الثاني من 2010. وتعتبر الزيادات في المنحة الجامعية الأولى من نوعها منذ قرابة 3 عقود، حيث سيستفيد طلبة مرحلة التدرج ابتداء من الدخول الجاري من منحة فصلية بقيمة 4 آلاف و50 دينار بدل 2700 دينار أي بزيادة ب 50 بالمائة بناء على قرار رئيس الجمهورية الذي أعلن عنه يوم 4 مارس الماضي، كما ستخصّص منحة شهرية لفائدة طلبة الدكتوراه البطّالين بقيمة 12 ألف دينار.