يرافق انطلاق الموسم الجامعي الجديد 2009/2010 إصلاحات جديدة تهدف إلى تحسين نوعية التكوين الجامعي، ولعل فتح مجال الاستثمار للخواص بإنشاء جامعات خاصة، أهم ميزة يتصف به الحدث، وأكثر من ذلك الاتفاقية المبرمة بين الجزائروفرنسا للتعاون في إنشاء جامعة مشتركة، فضلا عن ترقب شراكة مماثلة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية قريبا. وقال السيد مصطفى حوشين مدير التكوين لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن اتفاقية الشراكة التي أبرمتها الدولة مع فرنسا مؤخرا هي خطوة مهمة في التمهيد لإرساء قواعد متينة بالنسبة لحقل التعليم العالي والبحث العلمي في شقه الخاص. موضحا أن التخصصات التي سيدخل بها الشريك سوف تأتي استجابة لتداعيات السوق الجزائرية ومرتبطة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد، فضلا عن نوعية التكوين المراهن عليها التي ستسمح بخلق مناصب شغل للمتخرجين، يضمنه التكوين الجيد المحصل. ومن جهة ثانية، قررت الوزارة فتح ما سمته بمدارس "الامتياز" بداية من هذه السنة، حيث شرعت في افتتاح مدارس تحضيرية كبرى تستقبل المتفوقين في امتحان شهادة البكالوريا، تمهيدا لالتحاقهم بمدارس الامتياز بالنسبة للموسم الحالي، وتم افتتاح أول مدرسة مختصة في علوم التسيير بالدرارية غربي العاصمة، وستحتضن المدرسة فئة المتفوقين في امتحان شهادة البكالوريا تمهد التحاقهم بالمدارس الكبرى في وقت لاحق. وفي انتظار تعميم العملية على مستوى عدد من الولايات، ستعمل الوصاية على متابعة وضمان تكوين الطلبة في أقسام تحضيرية، تمهيدا لالتحاقهم بمدارس الامتياز التي تمكن من تأمين تكوين نوعي لتخريج النخبة، كما قامت الوزارة بإنشاء أقسام تحضيرية للمدارس الوطنية في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والعلوم الاقتصادية والتجارية والتسيير، وأقسام أخرى مدمجة في الإعلام الآلي والهندسة المعمارية وإنشاء مدارس عليا مختصة في التكنولوجيا والصحافة والعلوم السياسية والإدارة. ويتميز الدخول الجامعي بتوسيع نظام ليسانس ماستر دكتوراه من خلال استحداث شهادات جديدة للفروع الثلاث، وذلك استكمالا للإصلاحات التي باشرها قطاع التعليم العالي، وطبقا لتعليمات رئيس الجمهورية التي أعلن عنها شهر فيفري الماضي في خطاب ألقاه أمام العمال برفع منحة الطلبة إلى 50 بالمائة وأقر منحة لأول مرة تمنح شهريا بقيمة 12 ألف دينار جزائري لطلبة الدكتوراه، فإن المنح الموجهة لطلبة التدرج ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من موسم 2009/2010، وكان قانون المالية التكميلي الأخير قد احتوى على اعتمادات مالية لتطبيق تعليمات الرئيس، وفي سياق تطبيق البرنامج الخماسي 2010 / 2014 ستتدعم المرافق الجامعية بشبكة قطاعية ونظام إعلامي خاص بالتعليم العالي، وتأسيس قناة فضائية "المعرفة" خلال السداسي الثاني لعام 2010، وهو نمط تعليمي جديد يسعى إلى رفع التحديات التي يمليها مجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة. وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية قد عقد بمقر وزارته اجتماع عمل مع مدراء مؤسسات التعليم العالي ومدراء الخدمات الجامعية نهاية الأسبوع الفارط، لإعطاء التوجيهات المتعلقة باستقبال الطلبة وتسهيل ظروف التسجيل، الدراسة والإقامة، وإبراز المسائل المتعلقة بتزويد المؤسسات الجامعية على المستوى الوطني بالتأطير البيداغوجي والعلمي اللازم لا سيما الأساتذة المحاضرين، وتنظيم مسابقات التحضير للماجيستير والقانون الأساسي الجديد للدكتوراه وتطبيق الدكتوراه الجديدة بنظام "ليسانس-ماستر-دكتوراه" والوثائق العلمية والتقنية، كما حرص على التسيير الشفاف والفعال للخدمات الجامعية والتغطية الصحية للطلبة. للإشارة، أنه تم التحاق مليون ومائة وأربع وستين ألف طالب أمس بمختلف المؤسسات الجامعية الموزعة على التراب الوطني، من بينهم مائة وأربعة وثلاثين ألف من حاملي شهادة البكالوريا الجدد.