كشف رئيس المجلس الشعبي لولاية الجزائر كريم بالنور، أن عملية الترحيل المقررة بالعاصمة ليست مرتبطة بتاريخ معين أو بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا أنها ستتم في وقتها المحدد بعد استكمال إنجاز المرافق الأساسية في الأحياء الجديدة، وأشار ذات المتحدث في حوار خص به » صوت الأحرار« أن عملية دراسة الملفات متواصلة حيث تم رفض نسبة 10 بالمائة من الملفات المقدمة بعد مرورها على البطاقية الوطنية للسكن، وبخصوص نشاط اللجان أشاد بالنور بالمجهودات التي قام بها أعضاء المجلس من خلال الجولات الميدانية الى مختلف القطاعات منها التضامن والتربية، موضحا أنه سيتم اعداد استراتيجية لتحسين وضع التمدرس بالمؤسسات التربوية بالعاصمة خلال الأربع سنوات المقبلة، وذكر أنه سيتم فتح ملف الصحة والنقل قريبا. ¯ بداية كيف تقيمون مختلف البرامج التنموية التي شهدتها العاصمة في السنوات الاخيرة وهل تستجيب لتطلعات المواطنين؟ وماهي أبرز التحديات التي تواجهونها؟ ●● العاصمة عرفت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة من حيث انجاز المرافق الإستراتيجية و ترقية التنمية المحلية وكذلك تحسين المحيط بصفة عامة خاصة في مجال القطاعات الحيوية مثل الإسكان والري وتحديث وعصرنة الإدارة، فبطبيعة الحال العاصمة هي الواجهة للبلاد ويجب أن تكون في أحسن حال . وفيما يتعلق بمدى استجابة هذه المشاريع للمواطنين فذلك يتعلق أساسا برغبة كل مواطن وزائر للعاصمة بأن يراها من أجمل المدن، لكن للأسف المخطط العمراني والفوضى العمرانية في الكثير من المواقع كلها ساهمت بشكل كبير في الضغط الذي تعيشه العاصمة خاصة فيما يتعلق بمجال حركة المرور مثلا. وأكيد أن العاصمة تواجه تحديات عدة لكي تكون في مصاف العواصم العالمية ولماذا لا ولقد حباها الله بالموقع الجميل. ¯ هل وجدتم تجاوبا مع السلطات التنفيذية في تجسيد المشاريع الموجهة لحل مشاكل المواطنين؟ ●●بالتأكيد علاقة المجلس الشعبي الولائي بالهيئة التنفيذية مبنية على الشراكة الحقيقية وعلى التعاون في ظل الصلاحيات المخولة لكل هيئة، وبعبارة أصح المجلس الشعبي الولائي ليس ملحقة إدارية كما يتصور البعض، بل هو هيئة لها السيادة طبقا لقانون الولاية الذي يعطي صلاحيات مهمة وهامة للمجلس الشعبي الولائي في مختلف القطاعات وفي كافة الميادين، نحن نقوم بتنفيذ هذه المهام لما نص عليه القانون، فلا يمكن أن نتجاوز حدودنا ولا نقبل من يريد الإنقاص من دورنا تحت أي ظرف، فالعلاقة مبنية على المصلحة العامة قد نختلف مع الهيئة التنفيذية في بعض التصورات والأهداف، فهذا ليس عيبا وإنما يأتي ذلك في إطار العمل المشترك فالمجلس الشعبي الولائي يمارس الرقابة الشعبية طبقا لما ينص عليه القانون. ¯ تتأهب ولاية الجزائر لعمليات ترحيل ضخمة لم تشهدها منذ الاستقلال، في نظركم هل ستغطي مختلف المشاريع السكنية المبرمجة احتياجات المواطنين خاصة أولئك القاطنين بالشاليهات والبيوت الهشة والقصدير، وبصفتكم رئيس للمجلس الشعبي الولائي متى ستكون هذه العملية، وهل هي مرتبطة بالانتخابات الرئاسية المقبلة وهل سطرتم برنامجا خاصا لإنجاحها؟ ●●عملية الترحيل والإسكان بالعاصمة ليست بالأمر الهين كما يتصوره البعض فهي عملية غير مسبوقة منذ الاستقلال تتطلب جملة من الاجراءات الأساسية منها ما يتعلق بضبط البطاقة التقنية للمواقع والقاطنين حتى تسودها الشفافية التامة، بالإضافة الى مراعاة انجاز المرافق الأساسية خاصة المنشآت التربوية ومرافق الخدمات في الأحياء الجديدة وثالثا أن تتم عملية انجاز الأحياء السكنية والمرافق بصفة نهائية والدليل على ذلك أن قائمة البطاقية الوطنية للسكن أسقطت نسبة 10 من الملفات المقدمة. وبصفتي رئيس المجلس الشعبي الولائي أوافق السيد والي الولاية عبد القادر زوخ فيما يتعلق بعملية الترحيل، حيث أن القضية ليست مرتبطة بتاريخ معين أو بالانتخابات الرئاسية وإنما بتحضير جيد يراعي كافة الجوانب المتعلقة بعملية الترحيل وما أؤكد عليه هو أن كل المستحقين فعلا للسكنات سوف يستفيدون من ذلك في شفافية تامة. ¯ كان من المفروض أن تتم عملية الترحيل قبل نهاية السنة المنصرمة لماذا تم تأجيل العملية، وهل بإمكانكم أن تطمئنوا المواطنين من خلال تقديم تاريخ محدد لها؟ ●● القضية ليست مرتبطة بنهاية السنة أو بتاريخ محدد، إنها عملية تتعلق بآلاف السكنات، ومعنى ذلك بآلاف المواطنين المرحلين مادام أنها أكبر عملية في تاريخ العاصمة بخصوص الإسكان فيجب أن تخضع لإجراءات ورزنامة تراعي كافة الجوانب. ¯ لاحظنا مؤخرا أن هناك تحركات ميدانية وتحقيقات من طرف لجان المجلس لقطاعات عديدة مثل التربية والتعليم بالإضافة الى النشاط الاجتماعي ونعتقد أنه سيتم فتح في الأيام المقبلة ملف الصحة، هل يدخل هذا في إطار النشاط المسطر للمنتخبين أم أن الاوضاع المتردية هي التي جعلت المنتخبين يدقون ناقوس الخطر وينزلون الى الميدان؟ ●●بالفعل هناك جولات ميدانية يقوم بها الاعضاء المنتخبون، فمنذ تنصيبي على رأس المجلس الشعبي الولائي حرصنا على أن يتميز المجلس بشيئين أساسيين الأول يتعلق بالتوافق بين الكتل المشكلة للمجلس الشعبي الولائي وهذه الخطة نجحنا فيها والحمد لله، والجانب الثاني يتعلق بإعداد برنامج عملي يكون في مستوى تطلعات العاصميين والنهضة العمرانية والتنموية التي تعيشها الولاية، فهل يعقل أن نتكلم على المخطط الاستراتيجي للعاصمة لسنة 2029 ونحن ندور في النمطية القديمة المتعلقة بالنقاش والتصويت. وكما تعلمون المجلس الشعبي الولائي للعاصمة يتوفر على عدد هام من الكفاءات والقدرات والإطارات ذوي مستوى عالي لهم من الخبرة والتجربة كما يتوفر على مجموعة الشباب الذين لهم عزيمة وإرادة. فالحقيقة أن العديد من القطاعات تعاني من تراكمات ومن مشاكل ومن نقائص ودورنا هو المساعدة عن طريق المتابعة والمعاينة في ايجاد الحلول ولعل أبرز هذه القطاعات قطاع التربية والتضامن الوطني والصحة والنظافة الخ. ¯على ذكركم لقطاع التربية الذي يعتبر من بين أهم الملفات الحساسة، إلى أين وصل العمل الميداني للجنة التربية والتعليم العالي؟ وهل ستتخذون اجراءات فيما يخص النقائص التي سجلتموها؟ ●● أولا أشيد وأنوّه بالعمل الجبار المتميز الذي قامت به لجنة التربية لمعالجة نقائص القطاع ولقد دعمت هذا العمل الهام من خلال خريطة الطريق التي أعدتها اللجنة، حيث انطلقت عملية متابعة هذا الملف منذ شهر أكتوبر 2013 إلى غاية اليوم والعملية مستمرة. فقطاع التربية هو قطاع حساس بالنسبة للمجتمع، ومن خلال العمل الذي تم وبصفتي رئيس المجلس الشعبي الولائي أنا جد مرتاح للنتائج المتوصل إليها ولقد أصبح الجميع أي كل الفاعلين المرتبطين بقطاع التربية والقطاعات المرتبطة بها يعترفون بالنقائص المسجلة ويكفي أن أذكرك أن المجلس الشعبي الولائي من خلال لجنة التربية نظم 55 لقاء وجولة وهو عمل غير مسبوق في تاريخ المجالس المنتخبة، وكذلك الأمر بالنسبة لملف التضامن الوطني حيث أولينا أهمية قصوى لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تقييم وضعية المؤسسات المكلفة بذلك وسوف نفتح في المستقبل عدة ملفات أبرزها الصحة والنقل. فيما يتعلق بالإجراءات التي سوف يتخذها المجلس الشعبي الولائي لمعالجة هذه النقائص لقد أعلنت خلال الدورة الماضية أننا سوف نعد استراتيجية لتحسين وضع التمدرس للمؤسسات التربوية لمدة أربع سنوات القادمة مع اعداد خطة تراعي الأولويات. وأذكر كان السيد والي الولاية عبد القادر زوخ بناء على المعاينة التي تمت قد اتخذ سلسلة من الاجراءات الميدانية لمواجهة هذه النقائص وإيجاد الحلول المناسبة. ¯كانت لجنة التربية قد كشفت عن تخصيص مبالغ ضخمة لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ، غير أن خرجاتها الميدانية التي قادها رئيس اللجنة محمد الطاهر ديلمي كشفت نقائص فادحة. كمنتخبين محليين، ماهي الخطوات التي ستتخذونها في هذا الشأن، خاصة وان المجلس خصص منذ 2008 حوالي 800 مليار سنتيم لقطاع التربية بالعاصمة. ●●بالفعل المجلس الشعبي الولائي خصص اعتمادات مالية هامة لهذا القطاع وسوف نقوم بتقييم هذا الوضع بصفة اجمالية عندما تنتهي اللجنة من عملية تحضير الندوة الولائية، والمجلس الشعبي الولائي له الحق أن يطلع على الطريقة التي صرفت بها هذه الاعتمادات المالية. ¯ قطاع النقل بالعاصمة يعاني مشاكل كثيرة أثرت سلبا على نفسية المواطنين خاصة في أوقات الذروة حيث تصبح الطرقات مكتظة عن آخرها زادها في ذلك قلة الحظائر هل من حلول مناسبة لتذليل الصعاب وفك الخناق على شبكة الطرقات؟ ●●حقا أصبحت حركة المرور مشكلة عويصة تواجه العاصميين يوميا، ولقد طلبت من اللجنة المعنية الشروع في اعداد ملف تقني لإيجاد الحلول لهذه الوضعية ، ولا أعتقد أن القضية تتعلق فقط بإيجاد الحظائر الأمر يتعدى الى جوانب أخرى منها الذهنيات السائدة، وكذلك آلاف السيارات التي تدخل الى العاصمة من كافة الجهات هذا أمر يستدعي ايجاد حلول جذرية وصارمة لمواجهة هذه الوضعية. ¯ على ذكر أهل الخبرة والاختصاص والاستعانة بهم لاحظنا أن المجلس الشعبي الولائي للعاصمة يقوم بمد جسور التواصل على المجتمع المدني وأهل الخبرة والاختصاص. ●مهمة المجلس الشعبي الولائي ليست محصورة في المصادقة على الميزانية أو متابعة القطاعات فقط، فمنذ تنصيب المجلس خلقنا منبرا حرا نناقش فيه مختلف القضايا التي تهم العاصميين بالاشتراك مع كافة الفاعلين في المجتمع ومع زملائي رؤساء البلديات والهيئات العلمية والثقافية وبالفعل نجحنا في هذا المسعى حيث نظمنا 5 ندوات ضمن هذا المنبر تناولت عصرنة المدينة ومشكلة النقل، والتهيئة العمرانية والاستفادة من تجارب العواصم العالمية منها تحديدا نموذج المدينة الذكية المرنة، ولقد استدعينا مكاتب دراسات لها خبرة عالمية وخبراء لمعالجة هذه الملفات وبعبارة أصح يجب أن يتوفر لدى المنتخب كافة المعطيات والمعلومات التي تساعده في أداء مهامه على أحسن وجه. ¯نقلة نوعية جسدها المجلس الشعبي الولائي في تفاعله مع مكونات المجتمع من خلال تنظيم تظاهرات بالمناسبة الاحتفالات الوطنية، ما تعليقك؟ ●●هذا جانب مهم ولذا أرسينا جسور التواصل مع العائلة الثورية والمركز الوطني للأرشيف والمؤسسات الشفافية والعلمية من خلال المساهمة في إحياء مثل هذه المناسبات بندوات فكرية وتجارية وثقافية وعلمية وكل الفعاليات التي نظمناها لقيت صدى طيبا. ¯ ملف النظافة يعتبر من الملفات التي يعول عليها المسؤولون بالعاصمة، خاصة بعد حملة النظافة التي أطلقها عبد القادر زوخ والي الولاية، إلى أين وصلت العملية؟ ●● بصراحة عرفت العاصمة في السنوات الأخيرة وضع غير طبيعي من ناحية النظافة وتحسين المحيط ولذا فكرت السلطات العليا بإيلاء هذا الوضع أهمية خاصة، وبالفعل منذ مجيء السيد عبد القادر زوخ واليا للعاصمة أصبح هذا الموضوع يكتسي الأولوية من طرف كافة هيئات ولاية العاصمة. واعتقد أن هذا المخطط قد حقق بعض النتائج الإيجابية لحد الان وقبل ذلك ساهمنا في انشاء مؤسسة جديدة للنظافة تغطي البلديات التي كانت لا تشغل بها مؤسسة »ناتكوم«.ولقد لاحظتم أن وجه العاصمة بدأ يتغير نحو الأحسن وهذا يتطلب جهدا أكبر وعملا متميزا. ¯ العلاقة بين المجلس الشعبي الولائي والبلديات كانت في السابق شبه منعدمة، لاحظنا تطورا كبيرا في العمل المشترك ما سرّ ذلك؟ ●●هذا أمر يحكمه عاملين الأول يتعلق بقانون الولاية وقانون البلدية، إذ تم التنسيق بين المجالس البلدية وهذا الأمر لم يكن منصوصا عليه في القانون السابق، الأمر الثاني يتعلق برؤيتنا وفهمنا لموضوع التشاور والمشاركة والتنسيق من تصور لا يمكن مهما توفرت كافة الامكانيات المالية، اذا لم يكن هناك تنسيق وتشاور بين المجلس الشعبي الولائي والبلديات. قضية التنمية المحلية لا يمكن ترقيتها إلا بتعاون الجميع فهي ليست علاقة وصاية بقدر ما هي علاقة شراكة باعتبار أن المجالس المنتخبة مهمتها الأساسية التكفل بانشغالات المواطنين وإيجاد الحلول اللازمة. بخصوص الانسداد في بعض البلديات نحن نأمل ان تتم معالجته وفقا لما ينص عليه القانون وبصراحة أن هذا الوضع مع احترامي لكافة المنتخبين يساهم في تعطيل قضايا المواطنين. ¯ كلمة أخيرة لمواطني العاصمة؟ ●● عبر جريدتكم الموقرة »صوت الأحرار« أقول للمواطنين بأن المجلس الشعبي لولاية الجزائر من خلال العمل الذي يقوم به هو التزام وتأكيد للالتزامات التي قطعها من أجل الاستجابة لانشغالات العاصميين في مختلف النواحي والقطاعات، ولن نخيب ظنهم وسنكون انشاء الله في مستوى ثقتهم، وبالمناسبة أجدد دعمي ومساندتي للمترشح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة.