● أثارت تصريحات العقيد أحمد بن الشريف الأخيرة جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية والسياسية، فهذا العقيد الذي تقلد منصب رئيس الدرك الوطني في ثلاث عهدات لثلاثة رؤساء (أحمد بن بلة وهواري بومدين والشاذلي بن جديد)، يعرفه الكثير، ولكن لا أحد يتحدث عنه، لأنه أصبح ينتمي للماضي، من حيث العمر والمسؤوليات التي تقلدها وما قيل فيها وعنها، إلا أن خرجته الأخيرة وما تضمنته من محاولة يائسة للإساءة للرئيس بوتفليقة والطعن في جهاده، قد طرحت عديد التساؤلات، حول الأسباب والدوافع والخلفيات. نعتقد أن من يزور حديقة التسلية بالجزائر العاصمة التي كانت »مملكة بن الشريف« يدرك حجم الهيمنة التي كانت له ومن يزور زقصورهس بأعالي حيدرة التي كان يستضيف فيها الأمراء يدرك من هو أحمد بن الشريف? إذا أردت أن تعرف أحمد بن الشريف، فعليك بإعادة قراءة محاكمة لعموري وبعض المجاهدين وأوراقها لكشف الوجه المخفي للعقيد، وكذا ما تعرض له مجاهدون كبار من إهانات، أمثال الشهيد محمد شعباني. لا نتحدث عن تدخلاته لتوقيف برامج تلفزيونية مع مجاهدين، لأنهم حاولوا كشف الحقائق التاريخية، وهي برامج كان يفترض أن يشاهدها المواطنون عبر إحدى فضائيات القطاع الخاص لإزاحة الستار عن عديد الأحداث والوقائع. إن من حق العقيد المتقاعد أن يساند المرشح الذي يناسبه ولكنه ليس من حقه الإساءة إلى مرشح آخر، بدعوى أنه لم يرد عليه في الهاتف للاستماع إلى »شكواه« وطلباته التي لا تنتهي، ليس لأنه لا يحترمه وإنما لأنه رئيس، والتعامل مع الرؤساء لا يكون ب»الشكاوى الهاتفية« والطلبات الشخصية التي لا نهاية لها. لا نبالغ إذا قلنا إن مشكلة العقيد ليست مع بوتفليقة وإنما مع نفسه، لأنه أصبح لا يفرق بين مركزه الذي كان يخيف الجميع وبين ماضيه الذي يبقى شاهدا عليه وفق الكثير من الشهادات. إننا لا ندعوك، يا سي بن الشريف إلى التزام الصمت، خاصة وأن تقدمك في السن ووضعك الصحي قد لا يسمحان لك بالحديث في القضايا الكبرى والحساسة، إلا أننا ندعوك إلى عدم الخوض في ما يثير عليك العواصف ويفتح الملفات الخطيرة التي قد لا ترضيك، أم تراك قد نسيت، يا سي بن الشريف، بأن سجلك عامر بالكثير من القيل والقال، وهي لا تعطيك أي حق في الحديث، مجرد الحديث، عن غيرك! لن نتحدث عن جهادك ولن نطعن في سيرتك، خلال ثورة التحرير، أين كنت في بداية الثورة وكيف التحقت بها، لأننا نترك ذلك للتاريخ، وحتما فإن في سجلاته الكثير مما يقال! ألم تفكر، يا سي بن الشريف، ولو لبرهة، وأنت »تقترف« الإثم بتصريحاتك النكراء، أنك تسيء إلى كل المجاهدين.إن المضحك المبكي في افتراءاتك هو أننا لم نسمع منك هذه الاتهامات في حق المجاهد عبد العزيز بوتفليقة قبل اليوم، ألم تقل أنه صديقك وأنك تملك رقم هاتفه وأنك تتصل به دائما، فكيف انقلب بك الحال، هل هو عمى الألوان الذي جعلك تخلط كل هذا الخلط المفضوح ، ثم هل تدري أن أشنع العمى هو عمى التفريق بين العدو والصديق! إن هذه الكلمات ليست دفاعا عن المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، لأن التاريخ هو الذي ينصفه، بل هي دفاع عن ثورتنا ومجاهدينا، وإننا ندعوك، يا سي ابن الشريف، إلى أن تتقي الله في نفسك، فقد بلغت من العمر ما لا يسمح لك بهذا الهراء، اللهم إن كانت كل تصريحاتك تخاريف الشيخوخة. ندعوك إلى أن تستحي من الله، ونظنك تفعل، فأنت مؤمن، وخير الخطائين التوابون. وخاتمة القول: إننا ندعوك إلى أن تترك مخالبك وأنيابك وسيفك وبندقيتك إن كانت لديك القدرة وبقيت لك بعض البقية- إلى ما يفيد بلادنا ويصون ثورتها ويحافظ على مجاهديها، ذلك أن هناك فرقا شاسعا بين الرأي والخطيئة! وما صرحت به أكبر من الخطيئة، حتى وإن كانت لن تنقص شيئا من جهاد بوتفليقة، وإننا نسألك: من أنت يا سي بن الشريف، وما تاريخك وما سيرتك. نرجو أن تكون الإجابة مفيدة لك، وعندها قد تعترف بالخطأ الفادح الذي ارتكبته في حق الجهاد والمجاهدين وثورتنا التحريرية المباركة وقد تتعظ وتراجع نفسك. ندعوك يا سي بن الشريف إلى أن تقول خيرا أو فلتصمت، فهو خير لك! مع احترامنا لشخصك، وتقديرنا الكبير لأولاد نائل الأحرار والكرام الذين، لن يكونوا إلا في خندق جزائر الثورة والثوار، جزائر الأمن والاستقرار.