في انتظار صدور الطبعة بالجزائر ضمن منشورات البرزخ صدر قبل أيام بباريس وعن دار النشر الفرنسية العريقة «غراسيه « ، رواية جديدة بعنوان «الربيع« للروائى والمبدع الجزائري رشيد بوجدرة ، والرواية هى العمل الإبداعي رقم 31 فى أعماله المتنوعة، حيث قدم على مدار خمسين عامًا أعمال أدبية عديدة، تنوعت بين القصة، والشعر، والرواية، والمسرح والدراسات النقدية، وترجمت أعماله إلى 42 لغة عالمية. الرواية تتناول ثورات الربيع العربي وهو الذي يرفضه الروائي ذاته بسبب خيبات كما يرى أنها« ثورات سببها البطالة، وغياب حرية التعبير في الوطن العربي حيث كشف في تصريحاته مؤخرا « إنني لا أتفق مع مصطلح «الربيع العربي»، وأريد أن أؤكد بأن الربيع العربي ضد العلمانية التي أؤمن بها أكثر من أي وقت مضى«، وبرمزيته المعهودة المغامرة في أفق قيمي معاير ومضاد للمألوف، المتكأة على قاموس لغوي ثري نابض بالرمزية إختار بوجدرة لبطلة عمله الروائي الجديد إسم « ثلج « شابة في الثلاثينات من العمر وبطلة سابقة في العدو لمسافة 400 م وتدرس ثلج الأدب العربي في جامعة الجزائر ولا تحفي بالبطلة مثليتها حيث تربط علاقة مشبوهة مع فتاة إسبانية تعمل في صيانة ميترو الجزائر وتغوص مع شخصية البطلة ثلج إلى هزات عنيفة تعرضت لها في صباها حيث تعرضت للإغتصاب بوحشية وهي في سن السابعة على يد خباز الحي كما تم اغتيال والدتها خلال المرحلة الدموية في الجزائر على يد الإرهابيين ، بطلة الرواية منبهرة بتاريخ السرد العربي في جانبه الإباحي والجنسي وترحل عبر تاريخ الأدب إلى فصول من تاريخ الصراع داخل المجتمع العربي الإسلامي وخالات التيه الوجودي والتزييف الذي طال الذاكرة والتاريخ وهو ما تنقله بخزن دفين ومطعم بفزع غير مقدس بمثابة صرخة في وجه العالم المزيف الذي تعيش فيه وقد إعتمد الروائي رشيد بوجدرة على اللغة الشعرية وهو قريب من صرخة وناقوس الثورة النائمة . صاحب «فندق سان جورج»«ألف عام من الحنين» تناول مختلف القضايا العربية الساخنة في رواياته، وهو لا يتردد أن يقول عن نفسه بأنه الشيوعي الأخير في الجزائروعلى مدار 50 عاما، وترجمت أعماله إلى 42 لغة عالمية، وهو يتحدث ثماني لغات ، وقد ترجم بنفسه 18 عملا من أعماله ومنذ باكورة أعماله «التطليق» ,1969 خلخل تقاليد الرواية الجزائرية، حيث احتل مكانته بعد جيل الرواد .