- "الربيع العربي" حقق شيئا من الحرية لكنه كان فاشلا قال الروائي رشيد بوجدرة إنه بات من الضروري إيجاد بديل للقوالب الفكرية الجامدة والمتكلسة التي تعيق عملية الإبداع في العالم العربي، فيما اعتبر ما يحدث من حراك ثوري في بعض الدول العربية "خيبات دفعته إلى كتابة رواية أسماها صقيع الربيع". وأوضح المتحدث في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" أنه يشكك في هذه الثورات التي جاءت لتسقط الحكام بقوله "أنا لا أتفق مع مصطلح الربيع العربي، وسأصدر روايتي صقيع الربيع باللغة العربية عن دار برزخ في الجزائر وباللغة الفرنسية عن دار غراسيه في فرنسا، وأريد أن أؤكد أن الربيع العربي ضد العلمانية التي أؤمن بها أكثر من أي وقت مضى". ويعتقد بوجدرة أن البطالة كانت سببا في قيام الثورات العربية، إلى جانب غياب حرية التعبير، مضيفا "إنني على ثقة بأن هذه الثورات حققت بعض مساحة من الحرية، لكنها أخفقت، غير أنها ضرورية، لذلك فإن العالم العربي بحاجة إلى عدد من الثورات المتلاحقة من أجل التغيير". وعن اتخاذه العربية لغة لروايته؛ أوضح صاحب "الإنكار" و"الحلزون العنيد"، أنها تقف على الحياد من كل شيء، وهي مجرد وعاء ووسيلة، وأن عودته للكتابة بالعربية نوع من العقوق "علاقتي بالعربية هي عشق صوفي يستولي على مشاعري وعواطفي. ولا شك أن انتقالي إلى الكتابة بها، أخيرا، عقب رحلة طويلة، هو نتيجة لضغوط نفسية أكابدها. وعندما أكتب بالفرنسية أعيش نوعا من العصاب". من ناحية أخرى، أوضح بوجدرة أنه لم يكتب يوما رواية سياسية ولا تاريخية، وبعد خمسين عاما من الكتابة، أصبح يجيد الفصل بين الأنا وال"هو" والآخر، مضيفا "ما يهمني في نصي، هو الجانب الميتافيزيقي وليس الموضوع. وأنا أتمتع بثقافة مزدوجة تعطي قلمي شاعرية خاصة، على العكس من الفرنسيين الذين لا يتحدثون عن أسلافهم.. وأسلافي هم كثيرون، بدءا من ابن خلدون وأساتذة الزيتونة إلى تاريخنا الحديث. إن الأدب إحساس مرضي يدفع صاحبه إلى الكتابة وإلا الانتحار. ويعتقد بوجدرة أن الرواية تحظى بشعبية كبيرة في الوقت الحاضر، مضيفا "وربما أنا الكاتب العربي الوحيد الذي يعيش من مردود رواياته.. إنني أكتب منذ 40 سنة، وقد بيعت من روايتي ألف وعام من الحنين نحو مليون نسخة. أما الحلزون العنيد فباعت 500 ألف نسخة. وترجمت رواياتي إلى 42 لغة، منها خمسة ملايين نسخة في اللغة الصينية. وكتبت 30 كتابا، منها 20 رواية وثلاثة دواوين شعرية، وأربعة كتب نثرية ونقدية. كما وصل كتاب خمس شذرات من الصحراء، إلى عشرين طبعة، قام برسم لوحاته الفنان رشيد قريشي. ووصلت مبيعاته إلى 100 ألف نسخة". وقال أيضا "إن الإيرادات تصلني من دور النشر الفرنسية وترجماتها، لأنها تتابع هذا الشأن بدقة، بينما لا تهتم الدور العربية كثيرا بالتسويق".