اختلفت آراء الشباب الجزائري أمس عبر موقع التواصل الاجتماعي »فايسبوك«، بخصوص الاستحقاقات الرئاسية وحول المشاركة في الاقتراع من عدمه، فبين مقاطعين للانتخابات أرجعوا ذلك لعدم ثقتهم في العملية واعتبروا مقاطعتهم حقا يكفله الدستور، وبين مشاركين يحدوهم الأمل من خلال أداء الواجب والإدلاء بأصواتهم في بناء عهد جديد في الجزائر، إلاّ أنّ القاسم المشترك بين »الفايسبوكيين« الجزائريين حمل عنوانا مفاده »لا للفتنة ولا للداعين لها«. وبين المشككين والحالمين بغد جزائري أفضل، لفت انتباهنا على »الفايسبوك« سؤال لشخص يدعى عُمار، لم يبد رأيه بخصوص المشاركة في الاستحقاقات الرئاسية، لكنّه تساءل في المقابل حول ما هو منتظر من هذه الانتخابات، وحول ما إذا كان سيستمر في التطلّع إلى الهجرة نحو ما أسماها »الجنة الأوروبية«، بحثاً عن مستقبل أفضل، أو عكس ذلك، كما تساءل عُمار »هل سيفي الفائز بالانتخابات بوعوده ؟« و»هل ستبقى الأمور على حالها ؟«. شابة تدعى فريدة، كتبت على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي »فايسبوك«، تقول إنّها أدّت واجبها الانتخابي بالرغم من اختلاف انتخابات 2014عن تلك التي سبقت، مشيرة إلى أنّ »ما يحدث الآن كمظاهرات لا يريحني«، وأكّدت أن صور العشرية السوداء لا تزال محفورة في ذهنها وتشكّل كابوسا بالنسبة لها كما هو الحال بالنسبة لكل الجزائريين، وخاطبت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي من وصفتهم بالوطنيين الأحرار الغيرة على الجزائر، ممّن يملكون سلطة القرار، بالقول »أدعوكم لحفظ الأمانة وصون ذاكرة الشهداء، والمساهمة في بناء الدولة والارتقاء بها نحو الديمقراطية الحقّة والرفاهية والأمن والتكافل الاجتماعيين، وهو أمر ليس بالصعب ولا بالمستحيل، لأنّ الجزائر تزخر بكل الإمكانات والثروات«، تؤكّد فريدة. من جهته، قال شاب يدعى عباس، إن الجزائريين لا يريدون العودة إلى سنوات العشرية السوداء، أو الدخول في سيناريو يهدّد أمن واستقرار البلاد، لكنّه شدّد على ضرورة أن يدرك الجزائريون حجم الأخطار المحدقة ببلادنا من كل حدب وصوب، داعيا إلى إعادة رسم صحيح ومتين للسياسات الجزائرية في شتى المجالات، لأنّه وكما قال »وصلنا مرحلة أصبح فيها الشباب خاصة والجزائريون عموما يطالبون بالتغيير، لذا علينا مناقشة عدّة مواضيع جوهرية من المبادئ السياسية على غرار التغير الديمقراطي وصولا لانفتاح أكثر على الحقوق والحريات وبناء دولة القانون«. عبد القادر، كتب يقول »أنا حّر، أنا أقدّر مسؤولياتي، أنا لا أفرّط في واجبي، إذن أنا انتخب«، لكنّه أكّد بأنّ أداءه لواجبه سيكون بالورقة البيضاء، مشيرا إلى أنّ كل ما يهمّه في هذه الانتخابات »هو الارتقاء بالشعب من مرتبة الغاشي إلى مستوى المواطنة الفاعلة في مجتمعها، والارتقاء بالساسة والسياسة من مرتبة البزنسة باسم السياسة إلى مرتبة الوعي بالقيم الجمهورية التي تبينها السلوكات والأفعال لا بالخطابات الفارغة المحتوى و المعنى، لأنه من دون الإيمان بالقيم الجمهورية كما القيم الدينية تماما و تجسيدها على أرض الواقع، يستحيل بناء مجتمع الحريات و المساواة والديمقراطية، لكل هذه الأسباب سأنتخب ولكن بالأبيض«. صفحة إلكترونية على موقع »الفايسبوك«، عنوانها »لا للفتنة في الجزائر - الفتنة أشد من القتل«، دعت الجزائريين إلى التعبير عن وقوفهم جنبا إلى جنب مهما كانت الخلافات »بغض النظر من سيكون رئيسا لبلادي، سأبقى جزائريا.. أقترح وضع العلم الوطني الجزائري في الصورة الشخصية تعبيرا عن حب الوطن، وأيضا تعبيرا عن وقوفنا يدا بيد ضد الفتنة التي تهدد وحدة بلادنا و شعبنا، لا للفتنة في الجزائر، أنشرها في كل مكان«، وأضافت الصفحة بالقول »لا للفتنة، لا للفتنة، لا للفتنة في الجزائر، ولا للعنف، نحن شعب قوي و مثقف فلا للفتنة في الجزائر بلد مليون و نصف مليون شهيد لا نريد ثورة مثل تونس مصر وليبيا وسوريا نريد السلم والحرية«.