لقد فاز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعهدة جديدة، ويستحق التهنئة والمباركة على هذا الفوز، الذي هو انتصار للجزائر أولا. ومن الطبيعي أن تشهد كل انتخابات أجواء مشحونة، لأن المنافسة مشروعة، لكن تهنئة الفائر واجب، هذه هي تقاليد الديمقراطية التي يسعى الجميع لترقيتها وجعلها ثقافة في الممارسة. لكن إذا كان بوتفليقة هو الفائر بمنصب رئيس الجمهورية، لأن كرسي المرادية لا يحتمل أكثر من فائر واحد، فهذا لا يعني أبدا أن هناك منهزما من بين المترشحين الخمسة الآخرين، فكل واحد منهم فاز بالنصيب الذي منحه إياه الشعب ومن واجب كل منهم أن يشكر الشعب على الثقة التي وضعها فيه. كل واحد من المرشحين الستة إذن، حقق فوزا كبيرا، ولعل أهم فوز هو نجاحهم في التغلب على دعاة المقاطعة وغلاة التطرف، ونجاحهم في تسويق أنفسهم للشعب وتبيان مقدرتهم على قيادة الرأي والجماهير. لقد نجح المترشحون الستة في تعبئة الشعب وتمكنوا من حث المواطنين على التصويت وتحرير المواطن من قبضة لوبيات سياسية رفضت التطور والتغير، رغم أن العالم بأسره يتجه نحو التغيير وظلوا جامدين في أطروحات وأفكار لم تعد تستجيب لجزائر اليوم. إن الذين ترشحوا لمنافسة عبد العزيز بوتفليقة على كرسي الرئاسة خاضوا معركتهم بإرادة المنتصرين، لم يغرسوا أنفسهم في الظلام وإنما فضلوا تعزيز المكاسب السياسية التي حققتها البلاد في ظرف زمني قصير رغم المحن التي مرت بها خلال عشرية الأزمة. فهنيئا للفائر بمنصب القاضي الأول في البلاد عبد العزيز بوتفليقة. وشكرا للفائزين بالمراتب التالية السادة المحترمين والسيدة المحترمة، لقد قدمتم خدمة جليلة لوطنكم، حيث تجلى بوضوح تصديكم لزراع الفتنة. لقد وقفتم سدا منيعا ضد كل الدعوات المغرضة والزائفة. إن الناجح الكبير في نهاية المطاف، هي الجزائر، ولقد ساهمتم جميعا في صنع فوز الجزائر. نرجو ألا يغيب هؤلاء المترشحين عن المسرح السياسي للبلاد ثم يظهروا موسميا في موعد الانتخابات القادمة. إن السياسة والنضال عمل مستمر ومتواصل يقوم على المثابرة والإصرار وعلى السلطة أن تستجيب لمطالب النخب السياسية الجديدة التي ولدتها التجربة الانتخابية الأخيرة هنيئا عبد العزيز بوتفليقة، شكرا لكم أيها الفرسان:لويزة حنون، علي بن فليس، موسى تواتي، عبد العزيز بلعيد وفوزي رباعين، وإلى اللقاء في رئاسيات قادمة. وكل عام والجزائر بخير.