صحيح أن عبد العزيز بوتفليقة هو الفائز بالإنتخابات الرئاسية في طبعة 2009، ويستحق التهنئة والمباركة، ذلك أن المنافسة مشروعة، لكن تهنئة الفائز واجب، هذه هي تقاليد الديمقراطية التي يسعى الجميع لترقيتها . لكن إذا كان بوتفليقة هو الفائز بمنصب الرئاسة، لأن كرسي المرادية لا يحتمل أكثر من فائز واحد، فهذا لا يعني أبدا أن هناك منهزما من بين المترشحين الخمسة الآخرين ، فكل واحد منهم فاز بالنصيب الذي منحه إياه الشعب، ومن واجب كل منهم أن يشكر الشعب على الثقة التي وضعها فيه. كل واحد من الستة ، إذن، حقق فوزا كبيرا، ولعل أهم فوز ، هو نجاحهم في التغلب على " دعاة المقاطعة وغلاة التطرف "، ونجاحهم في تسويق أنفسهم للشعب وتبيان مقدرتهم على قيادة الرأي والجماهير. إن ارتفاع نسبة المشاركة، مقارنة بتشريعيات ومحليات 2007، وخاصة في الولايات المعروفة بضعف المشاركة تاريخيا، تعني أن المترشحين الستة نجحوا في اختراق تلك المناطق، وتمكنوا من حث المواطنين على التصويت، وتحرير المواطن من قبضة لوبيات سياسية، رفضت التطور والتغير، رغم أن العالم بأسره يتجه نحو التغيير .. وظلوا جامدين في أطروحات وأفكار لم تعد تستجيب للمواطن المعاصر. إن الذين ترشحوا لمنافسة بوتفليقة على كرسي الرئاسة كانوا على دراية تامة أن المنافسة ليست متكافئة، لكنهم لم يغرسوا رؤوسهم في الظلام، وإنما فضلوا تعزيز المكاسب السياسية التي حققتها البلاد في ظرف زمني قصير، رغم المحن التي مرت بها الجزائر خلال عشرية الأزمة. فهنيئا للفائز بمنصب القاضي الأول في البلاد، وشكرا للفائزين بالمراتب التالية، لأن الناجح الكبير في نهاية المطاف، هي الجزائر، لقد ساهمتم جميعا في صنع فوز الجزائر. بقي على المترشحين، أن لا يغيبوا عن المسرح السياسي للبلاد، ثم يظهروا موسميا في موعد الإنتخابات القادمة، إن السياسة والنضال عمل مستمر ومتواصل، يقوم على المثابرة والإسرار .. وعلى السلطة أن تستجيب لمطالب النخب السياسية الجديدة، التي ولدتها التجربة الإنتخابية الأخيرة. هنيئا بوتفليقة .. شكرا لويزة حنون، محمد السعيد، موسى تواتي، فوزي رباعين، جهيد يونسي ... وإلى اللقاء في 2014.