تتوفر ولاية عنابة ، إلى جانب الصناعة التي تحتل المرتبة الأولى فيها، على قدرات سياحية متنوعة ما يجعلها قطبا هاما، حيث تمتاز بواجهة ساحلية تقدر ب 80 كلم بها مجموعة من الشواطئ متباينة المساحات والجمال الساحر، كما توجد بها ثلاث مناطق للتوسع السياحي، الكورنيش بعنابة، واد بقرات بسرايدي والخليج الغربي بشطايبي والتي تعتبر منطقة مصنفة من أجمل الخلجان في العالم، لكن المؤسف أن السياحة فيها اغتيلت عن سبق إصرار وترصد. يرجع تأسيس ولاية عنابة جوهرة الشرق الجزائري إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، حيث كانت تعرف آنذاك باسم هيبون وتعني المرفأ الوفير بالمبادلات التجارية، أو سوق الخيل، ويحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب ولاية قالمة ومن الشرق ولاية الطارف ومن الغرب ولاية سكيكدة، وهي ولايات ذات أهمية ايكولوجية وسياحية هائلة. طبيعة ساحرة ومناظر خلابة وتبعد عن الجزائر العاصمة ب 600 كلم، كما تبعد جوا عن باريس بساعتين وعن تونس العاصمة وجهة العنابيين المفضلة على طول أيام السنة ب 311 كلم، تبلغ مساحتها 1412 كلم,2 وتمتاز مدينة عنابة كباقي مدن المنطقة بالمناخ المتوسط المعتدل إلى الساخن على مدار السنة، بمعدل حرارة سنوي يتراوح بين 13 و34 درجة، ونسبة تساقط تصل ال800 ملم. أما بلدية شطايبي الجميلة جدا، فإنها تقع في أقصى غرب ولاية عنابة، يحدها من الشرق جبل الإيدوغ ومن الغرب والشمال البحر المتوسط ومن الجنوب بلدية التريعات، تتربع على مساحة 50,130 كلم2 يقطنها 7591 ساكن وهم في ازدياد دائم، وقد تم إنشاء البلدية سنة 1869 وكان بداية نشاطها سنة ,1872 وكانت تسمى إبان الفترة الرومانية ب »تاكاتوا« وفي عهد الاستقلال ب » شطايبي«. وتشكل البلدية، قطبا سياحيا هاما حيث تتوفر على شريط ساحلي، به شواطئ خلابة منعشة أهمها شاطئ الرمال الذهبية، فونتان رومان المركز وكذلك سيدي عكاشة تتميز بمناخ جميل صيفا ورطب شتاء، بالإضافة إلى إنتاج سنوي من الأسماك يقدر ب 10 طن من السمك الأبيض و22 طن من السمك الأزرق، توجد بها طريق معبدة تربط المنطقة شطايبي بعنابة، و 04 مخيمات صيفية بالإضافة إلى أنها منطقة توسع سياحي تفتح كل مجالات الاستثمار وتتميز بشواطئ صخرية ملائمة لإقامة سياحة بحرية، وجميلة محمية ذات رمال ناعمة وغطاء نباتي متنوع مع مناظر خلابة، تستقطب 3 آلاف مصطاف يوميا، ناهيك عن سكان المنطقة ولا نقف عند هذا الحد بل هي أيضا المعالم السياحية الباهرة والساحرة لكنها هي الأخرى مهملة منسية تنتظر من يستغلها ببساطة قد اغتيلت هي الأخرى ربما عن سبق إصرار وترصد وهما مدينتان للأسف ميزتهما السياحة وعيبهما هي ذاتها وبإمكان الزائر والسائح أن يقف على ذلك في بونة. شطايبي اهتمام أجنبي، وإهمال محلي ... خلال رحلتنا الممتعة الجميلة لمنطقة شطايبي انبهرنا بهذه المنطقة التي تجعلك تتأمل للحظة، بل للحظات إبداع الخالق وملكوته، وما سخره لعباده وهم له غير مهتمين ولا مبالين، رحلتنا التي اعتبرناها قصة مهربة من زمن جميل مات منذ عشرات السنين، حز في أنفسنا كثيرا ما وقفنا عليه من إهمال ولامبالاة ولا استغلال لأماكن، زارها ونام بين أحضانها شعراء وأدباء عرب وأوربيون بل وألهمتهم وقالوا فيها شعرا ونثرا على غرار الشاعر العراقي الذي ذكرناه سابقا، مناطق لن تمل منها يوما، ولن تحزن أبدا حتى وان مات لك عزيز غال، مناطق أنهارها كوثر في الجنة تجري فيها خالدة أبدا، مناطق تأسف لها الغريب والحبيب وابنها ... هي تنتظر القليل من الاهتمام، فرغم المجهودات التي لا يمكن أن ننكرها إلا أن ذلك لا يكفي أبدا لمناطق وغابات وشواطئ يريد غيرنا أن يحتلها بالقانون، وتكون يوما ما تحت تصرف بني جنسه فقط مادمنا نهملها في كل الجوانب، فقد التقينا أجانب هناك بعضهم حدثنا على أنهم جادون في الاستثمار في هذه المنطقة، التي قالوا عنها لماذا لكم كل هذا الجمال والنعم التي هي مفقودة عندنا، انتم تملكون ثاني أجمل خليج في العالم وفي منطقة واحدة فماذا عن ميزات بقية وطنكم .... ولا نريد أن نضيف أكثر من هذا فهل سيأتي اليوم الذي يعاقب فيه من اغتال السياحة في شطايبي وغيرها ؟ وهل سيأتي اليوم الذي تستيقظ فيه الضمائر السياحية وتشكر تلك النعم التي حبانا الله بها في ولاية عنابة وغيرها من ربوع وطننا الجميل الساحر؟