رفضت الجزائر المقترح السعودي - الإماراتي في إعلان »الإخوان جماعة إرهابية«، وأعربت عن احترامها لقرارات السعودية والإمارات التي اتخذها البلدان لضمان الاستقرار على ترابهما، حيث قدمت على لسان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة نصائح مستخلصة من التجربة الجزائرية حول التعامل مع الحركات الإسلامية. حسب ما جاء في الموقع »قريش« الالكتروني، نقل وزير الخارجية رمطان لعمامرة خلال زيارته منتصف افريل للسعودية، بطريقة هادئة ورصينة تتضمن نصائح مستخلصة من التجربة الجزائرية المريرة حول التعامل مع الحركات الإسلامية، ذلك في سياق رفض الجزائر لمقترح سعودي - إماراتي قدم للجزائر كي تعتبر جماعة الإخوان المسلمين »منظمة إرهابية«. وبلغت الجزائر حسب ذات الموقع، السعودية والإمارات أنها حريصة على التعامل الايجابي مع القرارات التي اتخذها البلدان لضمان الاستقرار فيهما، لكن الجزائر لا تستطيع العمل خارج منطق القضاء والأدلة المشروطة لتجريم الجماعات الإسلامية ومنها الإخوان المسلمين، وحسب المصدر الجزائري المطلع الذي تحدث إلى موقع »قريش«، فإن المعارضة في الجزائر أشادت في اجتماعاتها الداخلية بموقف الوزير الذي يحظى باحترامها لاسيما إزاء رفضه إجراء الجزائر تحقيقات حول استثمارات رجال أعمال محسوبين على تيار الإخوان المسلمين في الجزائر، وأضاف أن مبعوثين من السعودية والإمارات زاروا الجزائر في الأشهر الثلاثة الأخيرة ومارسوا -حسب ذات المصدر - ضغوطا عليها عبر باب الاستثمارات وتمويل مشاريع جزائرية من أجل هذا الغرض. وأشار قائلا إن »الجزائر طلبت من السعودية تقديم قوائم لأشخاص متورطين في قضايا إرهاب مقرونة بأحكام قضائية ودلائل حتى يمكن وضعهم في قائمة الإرهابيين، وهو ما يجري النقاش بشأنه حاليًا «. وتجدر الإشارة أنه في منتصف أفريل الجاري، زار وزير الخارجية السعودية، حيث ترأس مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل الاجتماع الثاني لآلية التشاور السياسي بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، وفي ديسمبر الماضي، كانت القاهرة قد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي » جماعة إرهابية« وهو ما أقدمت عليه السعودية أيضا يوم 7 مارس الماضي، لاسيما وأن السعودية والإمارات من أوائل الدول التي سارعت إلى تقديم دعم مالي للقاهرة، بعد أن أطاح قادة الجيش المصري مرسي في 3 جويلية الماضي. من جهتها، أعلنت السلطات البريطانية، في الأول من الشهر الجاري، عن إجراء مراجعة لفلسفة وأنشطة جماعة الإخوان المسلمين، لبيان تأثيرها من عدمه على مصالح بريطانيا وأمنها القومي، وعلاقات لندن مع دول الشرق الأوسط، وتتهم جماعة الإخوان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بالخضوع لضغوط تمارسها عليه الرياض وأبو ظبي، ولا سيما مع تعيين السفير البريطاني في الرياض، السير جون جينكز، رئيسا للجنة التحقيق في أنشطة الإخوان.