دعت الجزائر، أمس، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى »استغلال نفوذها لدعم جهود منظمة الأممالمتحدة للتوصل إلى حل عادل و نهائي »للنزاع في الصحراء الغربية قائم على ضمان حق تقرير مصير الشعب الصحراوي،وبالمقابل جددت تمسكها بالاندماج المغاربي باعتباره السبيل الأمثل لتوحيد الجهود أمام التحديات العديدة التي تواجهها البلدان المغاربية. لم تغفل الجزائر الحديث عن موقفها الثابت حول القضية الصحراوية، حيث جددت في بيانها الصادر خلال الدورة الثامنة لمجلس الشراكة مع الاتحاد الأوروبي »دعمها لمهمة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي المكلف بالصحراء الغربية كريستوفر روس الرامية إلى بعث مفاوضات السلام بين المغرب وجبهة البوليساريو للتوصل إلى حل عادل وفقا للقانون و الشرعية الدولية«.وجددت الجزائر دعوتها للاتحاد الأوروبي و الدول الأعضاء من أجل »استغلال نفوذها لدعم جهود الأممالمتحدة بغية التوصل إلى تسوية عادلة و نهائية للنزاع قائمة على ضمان حق تقرير مصير الشعب الصحراوي«.وفيما يخص الوضع في مالي، أبدى الوفد الجزائري ارتياحه »لاستتباب السلم و الأمن تدريجيا في هذا البلد و على يقينه بأن أي حل مستديم لهذه الأزمة يشترط أساس تكريس حوار وطني شامل«، معلنا التزامه التام ب»تقديم دعمه بغية تسوية مسألة شمال مالي في إطار الحوار و التشاور المعزز للوحدة و السلامة الترابية لهذا البلد الجار«، منوها ب»جهود الاتحاد الأوروبي الرامية إلى تمكين دولة مالي من فرض سلطتها«. وبشأن منطقة الساحل الصحراوي التي تضررت في السنوات الأخيرة جراء استفحال عدة ظواهر على غرار الإرهاب و الجريمة المنظمة و المتاجرة بالمخدرات »كانت الجزائر دوما في ريادة التعاون الإقليمي إذ ضاعفت مبادراتها الموجهة لضمان معالجة هذا المشكل من قبل دول المنطقة في إطار تضامني«، مؤكدة على »عزمها الصادق على تطوير هذه المقاربة أكثر و توسيعها لدول أخرى تنتمي لهذا الفضاء«. أكدت الجزائر مجددا »إيمانها وتمسكها الراسخ« بتحقيق الاندماج المغاربي الذي يبقى» السبيل الأمثل من أجل توحيد الجهود أمام التحديات العديدة التي تواجهها البلدان المغاربية« وأوضحت الجزائر في بيانها الصادر خلال الدورة الثامنة لمجلس الشراكة مع الاتحاد الأوروبي المنعقد ببروكسيل أن التجربة الأوربية في مجال الاندماج »كانت دائما مصدر الهام و نموذجا بالنسبة للجزائر التي تسعى إلى تجسيد هذا المشروع من خلال إدراج هذا البعد في مختلف المشاريع الهيكلية الخاصة بالتنمية »الطريق السريع شرق-غرب والربط الداخلي لشبكات توزيع الكهرباء«. كما أن الجزائر التي عملت دوما و بشكل عفوي على بعث اتحاد المغرب العربي على أساس التضامن و تقاسم التكاليف و المزايا و المصالح المتبادلة و بعيدا عن الحسابات و الرؤى الضيقة لن تدخر أدنى جهد في مواصلة تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي«، وستستمر الجزائر »في تقديم إسهامها بهدف تعزيز الروابط المغاربية الأورومغاربية«، من جهة أخرى، التزمت الجزائر» بترقية علاقاتها مع هيئات الاتحاد الأوربي ودوله الأعضاء و كذا في إطار مختلف فضاءات التشاور و الحوار على المستوى الإقليمي الحوار 55 و الاتحاد من أجل المتوسط و المسار الأورو-عربي و الأورو-إفريقي«، ولهذا الغرض »جددت الجزائر تمسكها الخاص بالحوار 55 بصفته إطارا مناسبا للتعاون +شمال-جنوب+ و وسيلة لتعزيز التعاون الأورو-مغاربي و الأورو-متوسطي«. في هذا الشأن، دعت الجزائر الاتحاد الأوربي إلى» تدعيم نتائج الاجتماعات القطاعية للإطار 55 و كذا توصيات منتدياته الاقتصادية«، معربة عن أملها في أن »يقدم الاتحاد الأوروبي دعمه للمبادرة الجزائرية-الاسبانية الرامية إلى إعداد استراتيجية حول الماء بمنطقة غرب المتوسط«.