اعتبر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أنه لا توجد إمكانية حاليا لاستئناف حوار المصالحة الفلسطينية، مؤكدا بعد لقائه بالقاهرة الموفد الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل إن الحوار قد يتم تأجيله عدة أسابيع. وكان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل قال إن مصر اقترحت إرجاء توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية فترة لا تزيد على عشرة أيام توقف خلالها حركتا حماس وفتح الحملات الإعلامية المتبادلة وتعملان على تهدئة الأجواء لتوقيع الاتفاق. ونقلت وسائل الإعلام المصرية أمس عن البردويل قوله إن هذا الحل الوسط اقترحته القاهرة عقب لقاء وفد حركته بالمسؤولين المصريين أول أمس لمناقشة اقتراح الحركة بالتأجيل. كما أن المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أعلن في وقت سابق أن المسؤولين المصريين عرضوا على حماس مقترحا لتجاوز أزمة موعد توقيع الاتفاق. وأضاف أن وفد الحركة في القاهرة بقيادة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس تسلم المقترح، مشيرا إلى أن حماس سترد عليه بعد دراسته في أطرها القيادية. وفي هذا السياق، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن إضافة الوسيط المصري بندا يتعلق بالمرجعية السياسية في الفترة الانتقالية التي ستعقب توقيع الاتفاق إلى وقت الانتخابات التي ستقام يوم 25 جوان العام القادم. وقالت المصادر إن القاهرة تريد تكوين مرجعية فلسطينية تجمع بين السلطة في الضفة الغربية والأمناء العامين للفصائل يكون من مهامها التوافق داخليا على أي مشروع سياسي يطرح على الجانب الفلسطيني. ونبهت المصادر إلى أن مصر عرضت ذلك على حركة حماس التي رحبت بالخطوة وعدّتها ذات أهمية كبيرة، خاصة أنها تأتي بعد تفرد السلطة الفلسطينية بالتعامل مع تقرير غولدستون. وجاء ذلك بعد أن عبر وفد حماس خلال لقائه مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان بالقاهرة أول أمس عن رغبة الحركة في تأجيل التوقيع على الاتفاق بسبب صعوبة ذلك في ظل السخط الشعبي إزاء إرجاء التصويت على تقرير غولدستون الخاص بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وكان القيادي بحماس سامي أبو زهري أكد تمسك الحركة ب»الحوار وكل التفاهمات التي توصلنا إليها مع المسؤولين المصريين لإبرام اتفاق المصالحة، ولا تراجع عن هذا الموقف، والحديث الذي يجري الآن حول عدم ملاءمة الظروف الحالية لعقد لقاءات مع أشخاص تورّطوا مع الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني«. ولكن عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) جبريل الرجوب قال إن أي إرجاء لمحادثات المصالحة سيكون »خطأ«. واتهم الرجوب حماس باستخدام النزاع بشأن تقرير غزة ذريعة لنسف اتفاق للوحدة الفلسطينية. وأكد أن فتح حريصة على الحوار، داعيا حماس إلى وقف ما سماه »التحريض« على الرئيس الفلسطيني. وغادر وفد حماس القاهرة في وقت مبكر من صباح أمس متوجها إلى العاصمة السورية دمشق.