هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واتهمها بالتهرب من اتفاق المصالحة. من جهته، اتهم رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الجنرال الأمريكي دايتون للقضاء على المقاومة، وشدد على أنه لا مصالحة دون الاتفاق على ترتيب أوضاع البيت الفلسطيني. وقال بكلمة له في رام الله، إن السلطة تعمل بمثابرة لأداء استحقاق المصالحة وإنهاء الانقسام الذي تسبب فيه الانقلاب الظلامي في قطاع غزة. وأضاف أن حل الأزمة لا يتم إلا عن طريق واحد وهو صناديق الاقتراع. وأشار عباس إلى أن سبب الحملة التي يتعرض لها هو سعي حماس للتهرب من استحقاق المصالحة، وتكريس ما وصفها بالإمارة الظلامية في القطاع. كما دافع عن قرار السلطة تأجيل التصويت على تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة قائلا إنه جاء بناء على توافق مختلف المجموعات (العربية والإسلامية والافريقية وعدم الانحياز) التي تشكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمكون من 47 دولة. وتحدث الرئيس عن وجود ضغوط من أجل سحب التقرير من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان، مذكرا بأن السلطة الفلسطينية صاغت مشروع قرار بشأن تقرير غولدستون وسعت لتقديمه للتصويت من طرف مجلس حقوق الإنسان وأن السلطة هي أول من بادر بالاتصال بالمحكمة الجنائية الدولية. واستغرب عباس الجدل الصاخب حول إرجاء التصويت والمهاترات التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق من طرف حماس وبعض وسائل الإعلام. وفي المقابل اتهم رئيس المكتب السياسي لحماس فريق السلطة بالتعاون مع الجنرال الأمريكي دايتون لكبح المقاومة في الضفة الغربيةالمحتلة، متسائلا لماذا لا ينفي فريق السلطة الفلسطينية اتهامات (أفيغدور) ليبرمان (وزير خارجية إسرائيل) بتحريضها الاحتلال الصهيوني على حرب غزة. واعتبر مشعل أن المصالحة تحتاج لآلية وتوقيت جديدين، داعيا إلى محاسبة القيادة الفلسطينية على سحب تقرير غولدستون من مجلس حقوق الإنسان. كما شدد في خطاب بدمشق أمام ملتقى الجولان الدولي على ضرورة أن يخضع القرار الفلسطيني لمرجعية وطنية أمينة على الحقوق والثوابت الفلسطينية. ورهن مشعل تحقيق المصالحة بتوفر شرطين هما ترتيب البيت الفلسطيني بناء على إرادة الشعب الفلسطيني واختياره دون تزوير، والتوافق على برنامج سياسي وطني وقرار وطني واحد. كما شدد رئيس المكتب السياسي على أن المقاومة ستظل هي الخيار الإستراتيجي لحركة حماس التي أكد أنها لن تفرط في الثوابت الفلسطينية من القدس وحق العودة والرفض للاستيطان. وأشار مشعل إلى ضرورة أن تتغير قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي وصفها بالهزيلة وأن تأتي قيادة جديدة محافظة على الثوابت والمقاومة. وتأتي هذه التصريحات في وقت قال فيه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عقب استقباله المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل، إنه لا توجد إمكانية لاستئناف الحوار الفلسطيني في الوقت الحالي، متوقعا إمكانية تأجيله عدة أسابيع.