لشهر رمضان عند الناس كافة طقوس خاصة، تتقدمها العبادات بأشكالها المختلفة، في العادة، على الاهتمامات الحياتية الأخرى، ولكن ماذا عن الكتّاب والأدباء، هل تبقى إهتماماتهم الإبداعية نفسها وحاضرة خلال هذا الشهر الفضيل من قراءات ومتابعات، أم يتغير البرنامج التقليدي، لتصبح لهم إنشغالات أخرى.''صوت الأحرار'' سألت بعض الكتاب والمبدعين الجزائريين والعرب،عن طقوسهم الإبداعية وانشغالاتهم في الشهر الفضيل، فكانت الرؤى كالتالي: الإعلامي والكاتب محمد بغداد/ الجزائر. شهر رمضان ليس ليس طقوسا دينية والتزمات اجتماعية، وإنما حالة نفسية شهر رمضان مناسبة مهمة في بنية الثقافة الشرقية عموما، فهو ليس طقوسا دينية والتزمات اجتماعية، وإنما حالة نفسية، تكتسح الشرق في حدود زمنية محددة، وقد اكتسبت عبر العصور تراكما ثقافيا، تمكن من الوصول إلى مستوى صياغة شخصية معينة ومحددة المعالم. والكاتب تتلخص حالته في قدرته على الانتباه والتأمل، وفحص مصائر الظواهر ومساراتها في التاريخ، كون الشخص القادر على إنتاج السؤال، وليس المسارعة إلى التبرير، وهناك فرق شاسع بين الأمرين، يساهم رمضان كثيرا في تجسيدها. ومن هنا، فإن الحالة الاجتماعية، يطرأ عليها الكثير من التعديل بحسب تقسيم العمل والتنظيم الاجتماعي، إلا أن الحالة الوجودية من المهمة الأساسية، والعيش في النسق التفاعلي مع الكون، والمستويات الإبداعية، يفترض أن تأخذ مستويات أعلى، وبالذات من تلك المعاني الأساسية التي تصاحب المخيلة التاريخية للإنسان في هذا الشهر. ورمضان بما يحمله من تراكمات، يمنح المتأمل من الكتاب والمبدعين، فرصة ثمينة، كونه يفتح أمامهم المجال لرؤية واستحضار الكثير من الملفات والقضايا، التي يتم الاشتغال عليها، ليس من المنظور الجمالي التأملي، وإنما من جهة سياق حركة النسق التاريخي العام. وعن طقوسي الخاصة خلال شهر رمضان، لا تتغير وإنما هي نفسها كون رمضان يمنحنا الطاقة والقوة التي تساعدني على المواصلة والتكيف مع الأوضاع الجديدة. رئيسة الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي بفرنسا الدكتورة جيهان جادو. يتجه الكاتب والمبدع خلال الشهر الفضيل أكثر إلى الروحانيات والتعبد بالفعل شهر رمضان دائما عند الكافة له طقوس خاصة وعند الكاتب أو المبدع أيضا، لكن هذا الشهر تقل فيه الأنشطة ويتجه فيه الجميع إلي الاهتمام أكثر بقراءة القرآن والكتب الدينية ومختلف العبادات فإن كان المثقف والمبدع والكاتب في الأوقات العادية يقضي وقته في متابعه الشأن الثقافي ويتجه دائما لمتابعة الأخبار الثقافية وحضور المنتديات والندوات الثقافية ويقضي معظم وقته في القراءة والاطلاع بما يزيد من ثقافته ووعيه الفكري والإبداعي سواء بممارسة الكتابة أو الشعر والأدب إلا أن في هذا الشهر الفضيل يقل العمل بعض الشيء وتنخفض فيه الأنشطة الثقافية ويتجه الكاتب والمبدع أكثر إلي الروحانيات والتعبد فلرمضان طقوس خاصة عند الجميع وينعكس ذلك بصفه خاصة علي الكاتب في معظم كتاباته أو أشعاره أو رواياته لأن دائما وأبدا الحالة المزاجية لدي الكاتب أو المبدع تعكس واقعا يعيش فيه. الروائي والكاتب المصري فؤاد نصر الدين حريص على أداء صلاة التراويح ومتابعة الفايسبوك مع تقدم العلم والتطور التكنولوجي والتقدم في عمر الإنسان تغيرت كل الطقوس الدينية والاحتفال بها ..ففي الماضي كنا نعيش مع المذياع فقط نستمع إليه ويحكى هو لنا حكايات ألف ليلة وليلة وفوازير آمال فهمي وصلاح جاهين ..والمسحراتى، وكنا نجلس جلسات السمر نحكى ونقص القصص والآن لا أحد يجلس جلسات السمر والأسرة تفرق شملها بين المقهى والأنترنيت والتليفزيون ..وربما أعباء الحياة أبعدت رب الأسرة عن التواجد بين أولاده. عن نفسي أنا دائما أمام النت أكتب قصصي وأتابع الجروب الخاص بى» القصة القصيرة جدا في مختبر السرديات «، أجد نفسي أناقش الأعضاء وأنشر القصص وأعدها للطباعة في كتب صدرت من »الجروب «كما فعلت في الكتابين السابقين »قصص عربية قصيرة جدا « ومجموعة »زهرة الكيوبيد«، لاطقوس خاصة ولا أتابع التمثيليات والأعمال التلفزيونية لإنشغالى بالتراويح ومتابعة الفيسبوك، وأترك التمثيليات بعد رمضان في الإعادة السنوية، كما أنني اذهب إلى الندوات الثقافية مشاركا ومتحدثا فهي النشاط الأهم ضمن برنامجي. الروائي بشير مفتي/ الجزائر خلال الشهر الكريم لا ينزل علي شيطان الكتابة لا يتغير الشيء الكثير في حاتي مع شهر رمضان ربما أشعر برغبة أكبر في القراءة حيث يكون عندي متسع من الوقت لذلك فاقرأ ما اشتهي من الروايات خاصة لأنني مولع منذ صغري بقراءة القصص والروايات والتي كانت قبل الأفلام هي التي تحقق لي متعة السفر إلى حياة وعوالم الآخرين فاكتشف من خلالها حياة البشر المختلفة والمتنوعة والعجيبة والمؤلمة حيث في الرواية يوجد العلم بكل تعقيداته وكثافته واختلافه وسحره ودهشته ..إذن هي فرصة لمزيد من القراءة وتمين علاقتي بالكتاب الورقي فأنا أحب أن أحس بالكتاب ألمسه واقلب صفحاته ولا تستهويني القراءة على شاشة الكومبيوتر إطلاقا أجدها منفرة للغاية ولا أتصورها تستطيع تعويض سحر الكتاب الذي له ميزته وروحه ورائحته ..وربما الشيء الثاني هو الكتابة وإن كنت لا أكتب كثيرا في هذا الشهر ..لا ينزل علي شيطان الكتابة ربما وان كتبت فعلى جداري الفايسبوكي فقط تأملات وأسئلة قد استفز بها من يتابعون صفحتي فأنا أحب أن أطرح الأسئلة التي تقلق وتدفع للتفكير بعيدا عن هذا صواب وهذا خطأ لأنني كثيرا ما نريد أن ننظر للعالم من زاوية ضيقة واشعر أن مهمتي أن افتح وعي القارئ على أن كل شيء معقد في الحياة وليس سهلا أن نأخذه ببساطة ..في رمضان يحلو لي التجول ليلا وهي فسحة مهمة للحركة من جهة ولمشاهدة الناس وخاصة أننا في الجزائر نحرم من سحر الليل طوال العام وفقط في رمضان نشعر أن لنا الحق لتملك الليل أو على الأقل بعضا منه فنخرج ونتنفس وننتشي بالحياة من جديد. الشاعر السعودي إبراهيم عبد الله الجريفانى لست ممن يسارع في ختم القرآن بل من المجتهدين لفهمه وتدبره رمضان الشهر الكريم متميز بلياليه العامرة بالفرح وهو مختلف، شخصيا أجد هذه الليال فرصة للتدبر في آيات القرآن ومعرفة أسباب النزول وبلاغة القول الحكيم وكل ما يجعلنا نتقرب لله عز وجل في فهم الخلق والمخلوق، لست ممن يسارع في ختم القرآن بل من المجتهدين لفهمه وتدبره. كما أن المساء بعد المناسبات الاجتماعية والعائلية نلتقي في مقهى ثقافي يضم نخبة من الأصدقاء متعددوا الثقافات ومناح الحياة نتداول كل ما يجري حولنا وعندنا والآراء بتجرد كما لا تخلوا بعض الليالي من مناسبات ثقافية أو معارض تشكيلية. حقيقة لا أقرأ الكتب الأدبية بل أكثر من القراءات الفقهية والأحاديث. المنتج محمد والي/ الجزائر يتميز المبدع فينا بفترة تأمل وإعادة مراجعة خطه الفني و الإبداعي أكيد تختلف الإهتمامات لدى كثير من شرائح المجتمع وقد يتميز المبدع فينا بفترة تأمل وإعادة مراجعة خطه الفني و الإبداعي ورمضان هي فرصة للتقييم والتصويب كثير من الاتجاهات والمواقف التي قد يتبناها الواحد منا فهي فرصة أن تكون النفس هادئة وقادرة على تقييم كل موقف و فكرة و مشروع انجزناه. الكاتب المغربي مصطفى شميعة يمر عليّ رمضان كسحابة لا تمطر الاّ رحمة الله وشفاعة رسوله أعترف ككاتب مغربي مسكون بهم الكتابة وبواقعنا العربي والإنساني أن شهر رمضان يمر هذه السنة كما تمر على رؤوسنا شمس الصيف الحارقة ليس بسب ما نستشعره من فراغ معدي، بطني وإنما بسبب ما نعيشه من فراغ قيمي أخلاقي بات ينتشر كلهيب النيران في عموم وطننا العربي من المحيط إلى الخليج. ولا يقتصر هذا الفراغ على الناس العاديين البسطاء وإنما أيضا على المثقفين وأشباه المثقفين الذين اختاروا الاندماج مع ثقافة الإحباط والتشرذم بدلا من النقد البناء خصوصا والنيران تأتي على الأخضر واليابس في حضارتنا العريقة وتراثنا المجيد..شخصيا يمر عليّ رمضان كسحابة لا تمطر الا رحمة الله وشفاعة رسوله، وقد تبلورت لديّ هذه القناعة مما أراه يوميا من مشاهد الشرود والتخدير التي خلقتها أجواء مونديال البرازيل، الذي تزامن هذه الدورة مع هذا الشهر الفضيل. لقد غلب منطق الكرة منطق العقل والتعقل، وتغلب منطق المنافسات الكروية والاقصائيات التمهيدية على منطق التنافس، وللتقرب إلى الله وأجواء روحانياتنا العريقة، وهكذا تمضي ليالينا ونهاراتنا الرمضانية صباحيات باردة وشوارع خالية إلا من وجوه تسعى لاكتساب قوتها اليومي، وليالي صاخبة تملأ الفضاءات بزعيق حناجر، تعلو لتبارك تسديدات اللاعبين وتمريراتهم، ولا تعلو طبعا لتبارك الشهر الفضيل. ماذا عساني أن أقول عن طقوس رمضانياتنا الليلية، سوى هذا الابتذال بدلا من الابتهال، الاصطفاف على أرصفة المقاهي والتسمر قبالة الشاشات العريضة لتتبع أطوار مقابلات، بدلا من الاصطفاف في بيوت الرحمان طمعا في رحمته ومغفرته . إذن على إيقاع هذه الحقيقة السوداء نعيش انكسارنا الرمضاني اليومي، وهذه حقيقة لا تنكر ويعيشها المثقفون والكتاب وعموم الناس الذين ابتلوا بالقلم ولم يبتلوا بغيره، إذ لا يمكن تصور مثقف حقيقي ينآى بنفسه عن مشاهد التفاهات اليومية التي يراها في واقعه، أو يدير لها ظهره، علما أن هناك من أشباه الكتبة الذين ينخرطون في البداءة الاجتماعية والثقافية التي تتخذ الكثير من المظاهر ومنها الانغماس في ثقافة المواسيم التي للأسف تزدهر خلال هذا الشهر المجيد. الدكتور ماجد الخواجا أكاديمي، إعلامي وناقد ساخر أردني أتأمل التفاصيل الرمضانية بعين العاشق لألمس نبض القلوب الراعفة لرمضان طقوسه التي تفرض واقعها الزماني والمكاني ناهيك عن التحولات الكبيرة في الوجدان والمشاعر.. هذا كله يرتّب تفاصيل وشؤون تواكب الحالة الرمضانية مهما حاول المثقف التساوق والتعايش فهو لا بد من أن يجرّ نحو ترتيبات ذهنية ومعرفية واجتماعية مفعمة بإيمانيات وروحانيات مع أوقات قدرية حاسمة تشكل وعيا اجتماعيا مغايرا.إنني كمثقف أزعم أن الحالة الثقافية أو الفكرية تتعايش بحكم الواقع مع الحالة السائدة حتى أكاد أحيانا أشعر برغبة عارمة لتأجيل الكثير من القضايا وهذا لا يعود لتكاسل أو خمول بل تساوقاً مع الواقع المتحول. عموما لا توجد لدي حالات ثقافية خاصة تختلف فيها برمضان عن غيره من الأوقات ومشكلة المثقف في الغالب ليس التحول ولا الوقت ولا حتى السياق.. لكنه أي المثقف هو ذاته المشكلة عندما لا تستطيع التنبؤ بأي فعل أو ردّ فعل أو إنجاز يمكن قياسه وملاحظته لهذا المثقف بالتأكيد فإن لرمضان جمالياته التي لا تخفى عن الوجدان. وهذا يضفي على المخيلة الثقافية والفكرية لدي الكثير من الألوان الحياتية أعايش فيها يوميات رمضان من منظور بسيط شعبي قريب من قاع المجتمع ألمس فيها نبض الشارع فتجدني أتأمل التفاصيل الرمضانية بعين العاشق وهذه العين تستطيع أن تلمس نبض القلوب الراعفة المتعبة الباحثة عن استقرار إيماني لرمضان ثمة أبواب فسيحة مشرعة للدهشة والتجدد ووثابية الروح كي تنطلق من عقالها نحو فضاء ممتد في المحاولة. الشاعر والمنشد مولود بن عبيد/ الجزائر الكاتب يغلب عليه الطابع الروحي والديني ● الإهتمامات قد تزيد وربما تنقص على حسب نوع نشاط المبدع والكاتب أنت تعرفين أن شهر رمضان يغلب عليه الطابع الروحي والديني فإذا كان نوع نشاط الفنان يتناسب مع نكهة الشهر الفضيل تزيد اهتماماته أكثر من سائر الأيام، وأما إن كان نوع إبداعه يتنافى مع حرمة الشهر الفضيل فيكون جمود. الكاتب يحيي بوزيدي/ الجزائر أحاول الإبتعاد عن مختلف القضايا خاصة السياسية ● الكاتب مهما حاول الابتعاد عن اهتماماته من قراءة ومتابعة مختلف القضايا خاصة السياسية منها إذا كان يشتغل على هذا المجال، ولذلك حتى في أوقات العطلة يكون الكتاب من بين الأساسيات التي لا يمكن أن يستغني عنها، وعلى هذا الأساس فإنه في شهر رمضان لا يحدث بالنسبة لي تحول كبير، وإنما التغيير يبقى فقط في برنامج القراءة والكتابة، وهنا أقصد بشكل خاص التوقيت. الروائي محمد جعفر/ الجزائر رمضان أحسن وقت للكتابة، وأنا أعمل على نص جديد ● في رمضان لا أكاد أخرج من البيت الذي أعتكف به بعد ساعات عملي. حاليا أعمل على نص جديد وهو يستغرقني ويستنزف كل وقتي. بطبعي أعتقد أن رمضان أحسن وقت للكتابة، وهو يناسبني جدا. للقراءة أيضا مكان في هذا الشهر. فإذا حدث ولم أكتب تجدني أقرأ. إنه أيضا فرصة للإطلاع على الأعمال المتراكمة على رفوف مكتبتي (روايات طبعا). بدليل أني قرأت في هذه الفترة الوجيزة العديد من الأعمال الجديدة. للقهوة عندي في رمضان نكهة خاصة، ويزداد عشقي لها حين أجدها على مائدة حوت إلى جانبها صنوفا من الحلويات المختلفة. السحور شرط أساسي لا يكتمل رمضان عندي إلا به. أما السهر فلا أجيده لطبيعة عملي والذي يلزمني بالاستيقاظ باكرا. الشاعر اللبناني فادي قباني خلال الشهر المبارك نحيي إنسانيتنا وما جاء به رب العالمين ● تحياتي لك ورمضان مبارك عليك وعلى أمتنا الإسلامية جمعاء شهر رمضان شهر القرآن الذي انزل للناس رحمة للعالمين .. الله يا سيدتي غني عن عباده وما طقوس رمضان إلا لنعود فيه لترويض ذاتنا وشهواتنا كما التماس ضمائرنا لنحيي إنسانيتنا وما جاء به رب العالمين أن أحبوا بعضكم بعضا ودعوته للوقوف بوجه الطغاة الذين يستعبدون الشعوب والرأفة بالفقير لأننا سواسية بالخلق...أما الشأن الثقافي فلا يتبدل ويبقى الحرف نجيع الروح والعطاء يبقى بزخمه لأن الشعر والأدب ليس بحالة مرحلية بحياتنا فالثقافة هي هويتنا التي يحملها كل منا وتستوطن أعماقنا بكل دلالاتها، فالدين ثقافة بحد ذاته ومن لا يتثقف بالدين وبأحكام ما جاء بالكتاب الكريم تداعت عليه الأمور وأخذنا الجهل بإسم الدين إلى ما نشهده اليوم على الساحة العربية من إجرام وتنكيل وذبح دون حق بعيدا عن كل الأعراف التي ينادي بها الله لهداية البشر لذا سيدتي الكريمة الدين والثقافة حالتين متكاملتين لا يمكن تفريقهما أبدا....أما عن الإبداع والعطاء في المجال الثقافي في شهر رمضان هو هو وإن اختلفت بعض الظروف من تخصيص الوقت لأداء شعائر الصوم. كل عام وأنتم بألف خير. الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة يعيش اليوم المبدع العربي حالات من النفور والتوتر النفسي ● مما لاشك فيه أن طقوس شهر رمضان المبارك تختلف عن باقي أيام السنة وهذه الطقوس تغير في مزاج وتحرك المبدع الذي يقلل من تواصله اليومي مع الكتاب والقراء أيضا . فإذا كان الشاعر مثلا يهتم باللقاءات و المناسبات الشعرية في سائر الأيام فأنه في شهر رمضان يهتم أكثر بكتاب الله عز وجل وسيرة رسوله الكريم، إنها فرصة لتغيير نمط الحياة المعتادة بشكلها اليومي. لكن الشيء الأكيد أن المبدع في شهر رمضان يصبح أكثر إنسانية بتزاوج الوازع الإنساني الإبداعي لديه مع الوازع الديني الذي يؤثر فيه بشكل أكبر بفضل هذا الشهر المميز حتى عند الله. و إذا أبرع المبدع شيئا في هذا الوقت ستراه يبدع نصوصا دينية صوفية في غالب الأحيان . رمضان الشهر الفضيل يغير في سلوكيات الإنسان بشكل عام والمبدع بشكل خاص لما له من خصوصية ترخي سدائلها على نفسية المبدع العربي الذي يعيش اليوم حالات من النفور والتوتر النفسي لما يعيشه عالمنا العربي من قتال و سفك الدماء باسم الدين الذي يظل بريئا منهم إلى يوم الدين. وما نراه اليوم عبر شاشات التلفزيون أو اليوتوب لهو أكبر دليل على بشاعة قلوب هؤلاء القتلة صناع الإرهاب والتكفير و عبدة المال و أصحاب المؤامرة الكبرى في سلب العالم العربي روحه الدينية النقية . في الختام أقول رمضان مبارك سعيد يا سنة وشيعة وكرد وتركمان , رمضان مبارك سعيد يا مسلمين بعيدا عن الصراع المذهبي الذي هو في الأساس صراع سياسي ولا شأن للدين فيه.كل عام والإسلام بعيدا عن دمائكم.