في المسار الصحيح الذي كان من واجب وزارة الثقافة منذ زمن طويل، أن تعين على رأس مؤسساتها الولائية الثقافية كتابا ومبدعين يعون جيدا هذا العمل ومتطلباته، تم مؤخرا تعيين الشاعر عبد الله الهامل مديرا لمكتبة المطالعة العمومية بتيندوف، وهذا تحقيقا لنظرة ثقافية إيجابية تستوعب أفكار وجهود المثقفين في ممارسة العمل الثقافي بكل احترافية، وتساعد على تحريك المشهد الثقافي والإبداعي بالمنطقة من خلال برامج هادفة يطور أدواتها المبدع بواسطة تجربته في هذا الميدان، لأن هذه المؤسسة الثقافية لها خصوصية تتجاوز الإدارية البحتة وتتعداها إلى تسيير معنوي ثقافي هادف لا يقف عند ضرورات تحصيل النشاطات السطحية فقط. وساهم الكثير من المبدعين في التعبير عن هذه اللفتة الطيبة من الوزارة وطلبوا أن تحقق الوزارة قفزة نوعية بتعيينها للمبدعين والمثقفين على رأس هذه المؤسسات، وفي هذا السياق عبّر الناقد الجزائري قلولي بن ساعد على شبكة التواصل الاجتماعي عن هذا التطور الإيجابي وقال إن هذا "يعني إضفاء مزيد من الحراك الثقافي على هذه الولاية الجنوبية ومدها بكل ما تتطلبه فلسفة إثراء الفعل الثقافي والتشجيع على القراءة ومحبة الكتاب والكتابة متمنيا له النجاح في مهمته الجديدة" هذا ويعتبر عبد الله الهامل شاعرا ومترجما، صدرت له مجموعة شعريّة بعنوان "كتابة الشفاعة" عن "منشورات الاختلاف". ومجموعة أخرى "صباحات طارئة" سنة 2009، عن دار أسامة. له ترجمات في المسرح العالمي والشعري، منها "جزيرة العبيد" ل مارينو، وترجمة "نهاية لعبة" للكاتب الإرلندي صامويل بيكيت عن منشورات دار ميم بالجزائر، وتعتبر "نهاية لعبة" من أصعب وأعقد الأعمال للكاتب. وقد تطلبت ترجمتها إلى اللغة العربية الكثير من الوقت والجهد من الشاعر الهامل، وقد ترجمها بدافع من الولع لهذا الكاتب وأعماله، كما نشر أشعاره في العديد من الجرائد الوطنية والمجلات العربيّة. قال عنه الكاتب الخير شوار " عبد الله الهامل شاعر ليس كالشعراء، فاسمه يطابق «رسمه» تماما، إلى درجة أن البعض ممن عرفه اعتقد أن ذلك الاسم مستعارا، وقد اتخذه الكاتب حميد عبد القادر بطلا لروايته الأولى «الانزلاق»، فهو هامل في الجغرافيا، وقد ولد في منطقة تبلبالة في عمق صحراء الجنوب الغربي من البلاد بين بشار وأدرار، وعاش شطرا من حياته «صعلوكا» في مدينة وهران التي أنهى فيها دراسته وأشتغل فيها بالصحافة الثقافية من خلال جريدة «الجمهورية الأسبوعية» التي توقفت بعد ذلك عن الصدور، ليحط الرحال بعد ذلك في مدينة تندوف ...."