كشفت الدكتورة الأمريكية هارولد والمتخصصة في الاقتصاد السياسي الجزائري أمس، أن الاقتصاد غير الرسمي أو الموازي في الجزائر ظهر نتيجة تغير النمط الاقتصادي من مخطط ممركز إلى اقتصاد رأسمالي، مشيرة في هذا السياق أن السبب الرئيسي الذي ساعد في انتشار هذه الظاهرة هو الاعتماد المطلق على عائدات المحروقات. تطرقت الدكتورة هارولد لدى نزولها ضيفة على منتدى جريدة الشعب ، الى إشكالية الاقتصاد غير الرسمي أو الموازي في الجزائر حيث تضمنت مداخلتها على دراسة ظاهرة الاقتصاد الغير رسمي ومدى تأثيرها على الاقتصاد الرسمي في تحديد دائرة النشاطات المتعلقة به بشكل واضح ودقيق، مع تبيان الأسباب الرئيسية التي أدت إلى استفحال هذه الظاهرة بالرغم من عدم مشروعيتها، حيث أكدت من خلال تشريحها للظاهرة في الجزائر أنها أضحت تحتل مركزا متميزا في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية وحاولت الأستاذة هارولد المتخصصة في الاقتصاد السياسي الجزائري إعطاء تفسير للدوافع وكذا العوامل التي ساعدت على توسع رقعة الاقتصاد غير رسمي، بالإضافة الى البحث في أسباب تغلغله في الاقتصاد الرسمي، مشيرة الى أن هذا الأخير يؤثر بصورة مباشرة على سوق الشغل والأسعار وكذا أسعار الصرف، مبرزة أهم المخاطر التي قد يتعرض لها الاقتصاد الجزائري الذي تحول من اقتصاد ممركز أو مخطط الى اقتصاد رأسمالي ليبرالي جراء اعتماده المطلق على عائدات المحروقات وهي العوامل التي تساعد على توسيع رقعة الاقتصاد الموازي في الجزائر الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبيا على الاقتصاد العام للبلاد من خلال انتشار الفساد الإداري في النظام المصرفي، بالإضافة إلى تكبد الدولة خسائر مالية كبيرة نتيجة للتهرب الضريبي. ومن جانب آخر أكدت الدكتورة أن الاقتصاد الغير رسمي في كثير من الأحيان يفسر ارتفاع معدلات البطالة مضيفة في هذا السياق بان هناك عوامل عديدة ، وهناك عوامل عديدة تضافرت لتسجيل معدلات البطالة غير الطبيعية في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، مما ساعد على توسيع رقعة هذا الاقتصاد غير رسمي أو الموازي مشيرة الى بعض الخصائص المتعلقة به كالنشاطات السوقية السرية والمشروعة،إضافة النشاطات السوقية غير المشروعة و السرية. ومن جانب أخر تطرقت الدكتورة هارولد الى تأثير ما يسمى بالليبرالية المتوحشة على الجزائر مشيرة الى أن بروز هذه الأخيرة لم يكن ممكنا لولا تأثير الإيديولوجية في الغرب والتي تحولت تدريجيا مع توسع الرأسمالية الى آليات أكثر دقة في التعبير عن مصالح الرأسمال العالمي سيما في الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال ضرب أسس الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بلدان العالم