تميزت الجلسة الختامية للمهرجان الثقافي الوطني لاغنية الشعبي بفضاء أقورا برياض الفتح وفي أجواء عائلية مميزة تعكس تقاليد العاصميين في قعداتهم الرمضانية وحنينهم لسهرات الماضي المعبقة بالتاريخ والتراث والتقاليد الشعبية ، بتكريم الفنان القدير عمر مكرازة حيث صعدت بنات الراحل الثلاثة على الخشبة لتكريم إنجاز ومسار الوالد الراحل العازف والمؤدي عمر مكرازة رحمه الله وعبرن عن إمتنانهن. بهذه الإلتفاتة من القائمين على المهرجان وأشارت إبنته السيدة زهية أن والدها كان يعشق فن الشعبي حد النخاع كما أنه كان متواضعا وودودا مع أبناء الحي الذي يقطن فيه وكان والدا عطوفا وكريما مع أبنائه وكل الجيران كما تم على هامش حفل التكريم الرمزي لعائلة فقيد الأغنية الشعبية عمر مكرازة حيث توجن بالزهور والشهادة التقديرية ولوحة فنية ، عرض فيلم تسجيلي وثائقي يستعرض بالصوت والصورة مسار الفنان الراحل عمر مكرازة الذي ولد بالقصبة سنة 1924 وكان مولوعا بالعزف على أداة الإيقاع الدربوكة وانخرط صدفة في جوق الحاج امحمد ، حيث يوم إحتاج الشيخ امحمد العنقى إلى ضابط للإيقاع أو الدرابكي طلب من الحاج موح آكلي أن يجد له واحدا فشاءت الصدفة أن يقدم له الصغير عمر مكرازة ، ليرافقه في كل مساره وحفلاته سواء في إذاعة الجزائر أو في الحفلات العائلية كما برع في عزف الموندول وتوفي في 6 مارس 1986 والأكيد أن الزغاريد التي عمت فضاء أقورا برياض الفتح خلال التكريم يعكس عرفان وتقدير للفنان الراحل عمر مكرازة وما أبدعه من أداء هو من صميم التراث الجزائري الموسيقي . وشهدت ليلة التتويج منافسة كل من الشاب الهاوي والي رزقي الذي قدم للشيخ الحسناوي روائع من التراث الجزائري الأمازيغي كما تألق الشاب القادم من الشلف طاهر شاوش ، والفنان مراد ياحي من عنابة ، وأوفت السهرة الأخيرة بوعودها الفنية في فضاء أقورا مرة أخرى بحضور جماهيري غفير غصت به مدرجات الفضاء المفتوح وقدمت فيه الأوركسترا الشعبية « بلدة« روائع فنية موسيقية شعبية أصيلة و مفاجأة السهرة والإختتام كانت أغنية الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا التي أداها جماعيا شباب المهرجان والمتربصين في ورشات التظاهرة في عربون حب ووفاء لجزائر اليوم التي أسست فضاءات مميزة لجيل اليوم وعربون إحترام لرواد الشعبي ، فكانت الليلة على وقع كلمات خالدة في أداء رجالي نسوي «الحمد لله ما بقاش إستعمار في بلادنا «. ومسك ختام السهرة كان مع شيخ أغنية الشعبي الحاج عبد القادر شاعو الذي أدى روائع من سجله ضمنها «القصبة واحنا ولادها «، و « يا العدرا وين ملايك «، و أغاني أخرى أطرب بها الحضور .