وقد أثبتت بلخادم سعة صدره، فما على الذين يتمرجلون عليه وعلى الجبهة بالسباب والشتائم أن يعترفوا بسفههم، ويقروا بأنهم مرة أخرى أنهم أقزام، وأذان لأناس آخرين يأتمرون بأوامرهم أينما وجهوهم يتجهون، وإذا قالوا لهم قولوا عكس ما تقولون لقالوا• إن ذاكرة الجزائريين ليست قصيرة حتى ينسوا كيف يتخبط هؤلاء في مواقفهم كالذي يتخبطه الشيطان من المس، إلى جانب الواقف دائما، وإذا أحسن إليهم أحدهم اتخذوه إلها يسبحون بحمده ويقدسون له، وإذا " باروا" ولم يسندهم أحد انصرفوا إلى حيث لا يثيرون الانتباه ولا يغضبون أحدا• حديث العهدة الثالثة، وتعديل الدستور خيار سياسي وليس بدعة فالدساتير في الجزائر تتغير كما يغير السياسيون قمصانهم ومواقفهم والدستور الذي سيعدل سيأتي من يعدله فيما بعدلا محالة، وقد يأتي يوم ومن يدريك يرغب أحدهم في تحويل الجمهورية إلى مملكة وقد ينبري المتملقون اليوم بتغيير الجبهة على خيارها، على الترويج لهذا المسعى ويبلون في سبيل ذلك البلاء العظيم ويجتهدون على تقديم النظام الملكي على أنه أحسن ما عرفته البشرية، كما يفعلون اليوم تماما• ذلك لأن المواقف المعلنة اليوم والتباكي على الدستور، ليس وليد قناعات بالديمقراطية والتعددية والتداول على السلط، وإنما أداء للمهام وتصلية محيط، وأن الذين يدعون انتقاد الرداءة هم في الحقيقة جزء منها، وأحد أبرز مظاهرها، وأهم اسباب تفشيها واستمرارها، وأداة من أدوات تعميمها وتجذيرها، والأرشيف على ما أقول شهيد• [email protected]