عن أبي إدريس الخولاني »أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنُكر. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دُعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. فقلت: فيما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: »فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعضَّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك« (*) أنا لا أريد أن أسقط سقطة السفهاء من الإعلاميين السبابين اللعانين الذين احترفوا الإساءة والفجور في حق الآخر لا لشيء سوى لإرضاء أولياء نعمتهم من السياسيين الذين أرادوا ركوب مقابلة كروية لتحقيق مآرب سياسية. عجبي من رجل دين غير متدين! ولا أريد أن أنال من أشباه المتفقهين في الدين كأمثال ذلك المخلوق المدعو الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية وهيئة التدريس في الأزهر الشريف، ولا أريد أن أقذفه ولا أن أنتقده، لكن وبكل صدق بمجرد أن قرأت ما كتب في حق الجزائريين أو بالأحرى ما ... على نفسه أكرمكم الله حتى استحضرت هذا الحديث النبوي العظيم، ومع ذلك لا أريد أن أقول أن هذا النجار الأزهري من هؤلاء.. ولكنني أتساءل وأستغرب، كيف لرجل دين يقول كلاما لا يقوله عاقل في حق شعب برمته ويحكم عليه هذا الحكم الرهيب المجنون ويكيل له كل ذلك السباب، لا لشيء ولا لجرم اقترفه سوى أن فريقه لكرة القدم فاز على الفريق المصري ولا يستحي ويذكر ذلك صراحة.. من لم تنهه صلاته عن الفحشاء .. أيعقل أن يكتب أزهري مثل هذا الكلام: »فقد الجزائريون دينهم بعد أن فقدوا عقولهم من أجل مباراة كروية لن يزدادوا بها إلا خسارا«.. »المنتخب الجزائري اللعين«، »ذلك المنتخب الذين يضم مجرمين، بعد أن فاز هؤلاء المتخلفون الأوغاد في المباراة وتحقق لهم حلم الوصول لكأس العالم الذي لن يحصلوا عليه حتى لو رأى رئيسهم الذي زج بهؤلاء المجرمين حلمة أذنه، وسوف يحصدون مر الهزيمة وحصرمها في اللقاءات الأولى، لأنهم عار على الرياضة وعلى الرياضيين. ولن يزدادوا بتلك الرياضة إلا شرا وبهيمية وتخلفا وحقدا وإجراما تشهد به الدنيا.« أكيد أن هذا النجار الأزهري يصلي.. ومع ذلك لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فقد كان فاحشا ومنكرا في قوله.. ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.. ألم يخشى على صلاته ألم يفكر في ذلك ولو ثانية خاصة وأن ما كاله من شتائم كان كلاما مكتوبا مقالا صحفيا كتبه بعد تفكير وروية وقراءة وإعادة قراءة أي أنه كتب كلامه الشنيع الذي كتب عن سابق إصرار وترصد، ولم يكن تصريحا مستعجلا لا يمكن استدراكه.. نجار يحتطب لنار الفتنة.. أكيد أن هذا الرجل يقرأ القرآن إن لم يكن يحفظه عن ظهر قلب ويفقه كنهه ويلم بتفاسيره، أو لم يقرأ قوله تعالى: »وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا« (1)، لقد اتخذ هذا القرآن ظهريا، وهو يرى نار الفتنة تشتعل بين الناس فعوض أن يساهم في إخمادها يعمد إلى إذكائها وهو رجل دين ودكتور في الشريعة أوهكذا يبدو.. ثم ألا يدري هذا المخلوق أن ما كتبه بيده يدينه شرعا وقانونا وأخلاقا وعرفا وإنسانية، لأنه مهما بلغ غضب الإنسان ومهما كان بسيطا فإنه لا ينزل إلى درجة سب وشتم الناس بكلمات سوقية تستحي أن تتلفظ بها الدهماء من الناس فما بالك بدكتور وفي الشريعة فوق كل ذلك..»المنتخب الجزائري اللعين .. المنتخب الذين يضم مجرمين ..هؤلاء المتخلفون الأوغاد.. هؤلاء المجرمين..«. ... وكونوا عباد الله إخواناً فما بال هذا النجار لا يخشى الله ولا يأتمر بأوامره ولا ينتهي بنواهيه، ولا يمتثل لقوله تعالى: »يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ« (2). بأي وجه وبأي قلب سيواجه هذا المخلوق السؤال يوم تسأل كل نفس عما اكتسبت؟ ألم يفكر في هذا اليوم وهو يفجر ويفسق في مقاله ذاك، هل يطمع في شفاعة سيد البرية رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو لم يتأس به، ولم يقتدي به ولم يتبع سنته ولم يحترم حديثه أولم يقل الرسول الأكرم أنه لم يبعث سبابا ولا لعانا، ألم يأمرنا وينهانا بقوله: »إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً«، »المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا (ويشير إلى صدره ثلاث مرات) بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم«. تذكر أنك سَتُسْأَلْ.. أنا العبد الضعيف المخربش أنأى بنفسي أن أقول كلاما غير لائق في حق هذا المخلوق، أو أن أنزل إلى مستوى النقاش الذي تمرغ فيه هذا النجار رغم ما حباه الله من نعم كفر بها واتبع خطوات الشيطان.. ليس احتراما له، ولكن احتراما لنفسي واحتراما لهذه الجريدة المحترمة التي أكتب فيها واحتراما للقارئ الكريم، واحتراما لمستواه الحضاري.. فحسبنا الله ونعم الوكيل في هذا المخلوق وغيره من أمثاله ممن »..هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا«.. والحمد لله الذي قال: »مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد..« (3).. ولو أن النجار تدبر هذه الآية ما تجرأ ليكتب ما كتب.. لأنه سيتذكر بأنه سيسأل يوم لا ينفع لا مال ولا بنون ولا يشفع لا سلطان ولا مبارك ولا علاء ولا جمال..! (1) _ (الإسراء:53) (2) - (الحجرات:11 12). (3) _ ( ق: 18).