شهد محيط مقبرة الشهداء وسط مدينة بريان بولاية غرداية مواجهات عنيفة بين سكان أحياء شرق المدينة وغربها تم خلالها التراشق بالحجارة بين الطرفين وغلق الطريق الوطني رقم 1 بالمتاريس والعجلات المطاطية، حيث خلفت عودة المواجهات حرق 60 منزلا وإصابة 40 شخصا. اضطرت قوات الأمن المرابطة بمدينة بريان بغرداية إلى الدفع بكل عناصر الوحدة الخامسة للأمن الجهورى واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الشباب الغاضب والحيلولة دون تدهور الوضع الأمني والاستقرار، خاصة بعد تأكيد بعض السكان التحاق عناصر ملثمة بجموع الشباب الغاضب، مما خلق حالة من الهلع والفزع بين الناس، وطالبوا بالتواجد المكثف لقوات الأمن وبشكل أوسع في الأحياء الكبرى بمدينة بريان، ووضع حواجز أمنية بالمنافذ الرئيسية المؤدية إلى المدينة. ولقد شهد ثاني أيام عيد الفطر، انفجار الوضع الأمني ببريان بغرداية وفتح جسر الإمدادات من الاغواط وعنابة، بعد موجات الاحتقان المحلي ببلدية بريان الواقعة على بعد حوالي 40 كلم عن مقر عاصمة الولاية غرداية، لتطال المنازل والمارة في الشوارع، فيما عجزت مصالح الأمن الوطني المتخصصة في مكافحة الشغب، التحكم في الوضع الأمني المنفلت قبل تدعيمها بمصالح الدرك الوطني التي نجحت في عزل المحتقنين في أماكن ضيقة من المدينة وسط استنفار أمني من الدرجة الثانية، حيث انتقلت أعمال الشغب من حي بابا السعد لتمتد إلى حي المداغ المعروف بحي المجاهدين ببلدية بريان بولاية غرداية كما سجلت مواجهات بحي كاف حمودة، بين طائفتي العرب وبني ميزاب مما خلف ما يزيد عن 60 منزلا تعرض للحرق والتخريب مع تسجيل سقوط ما يزيد عن 40 جريحا من بينهم 20 شرطيا تعرضوا لإصابات متفاوتة الخطورة وتوقيف 18 شخصا. فيما تواصل مصالح الأمن الوطني المتخصصة في مكافحة الشغب عملية الملاحقة الميدانية لما يزيد عن 58 دراجة نارية قدم أصحابها من بلديتي القرارة وغرداية يشتبه صلتهم بالأحداث الأمنية، كما تتواصل عملية انطلاق كم هائل من القنابل المسيلة للدموع لفض النزاع المحتدم وسط صيحات النساء والأطفال الذين تم تهجيرهم مباشرة لجوار مقر أمن الدائرة ببريان بعد تعرضت منازلهم للحرق والتخريب والنهب.