قال مدير الشرطة القضائية مراقب الشرطة عبد القادر قارة بوهدبة، أن وفد الشرطة العلمية والتقنية الجزائرية، الذي يتكون من 13 خبيرا، يواصل عمله مع نظرائه من بلدان أخرى للتمكن من تحديد هوية ضحايا سقوط الطائرة التابعة للشركة الإسبانية »سويفت آر«، مؤكدا صعوبة العملية نظرا لحجم الكارثة. وأوضح مدير الشرطة القضائية، خلال ندوة صحفية، عقدها أول أمس بمقر مديرية الشرطة القضائية ببن عكنون، إن بعثة الشرطة العلمية المتواجدة في مالي للعمل في موقع تحطم الطائرة الإسبانية المستأجرة من طرف الجوية الجزائرية، استطاعت العثورعلى عينات من جثث الضحايا، بعضها سيصعب استغلالها وأخرى سيتم إرسالها إلى مخابر مختصة. وأضاف مدير الشرطة القضائية أن جهاز الأمن الوطني في إطار التحقيقات الجارية حول حادث تحطم الطائرة، اتخذ كافة التدابير والإجراءات القانونية والتقنية والعلمية، حيث أوفد في 25 جويلية الماضي 13 خبيرا متعدد التخصصات للتعاون مع نظرائهم من فرنساواسبانيا وكذا مع خبراء دوليين للتمكن من تحديد هوية و تحليل جثث ضحايا هذا الحادث في أقرب وقت ممكن. وقال مدير الشرطة القضائية في هذا الإطار أنه تم إرسال هؤلاء المختصين من ذوي الخبرة في العمل وتسييرالكوارث الكبرى، ضمن وفد يتشكل من عدة قطاعات إلى مكان وقوع الحادث لتنسيق الجهود مع ممثلي البلدان الشريكة والصديقة المتمثلة في فرنسا، اسبانياومالي وكذا خبراء من بعثة الأممالمتحدة في مالي للعمل سويا حول هذا الملف. غيرأنه كشف من جهة أخرى صعوبة القيام بتحديد هوية ضحايا الطائرة في أسرع وقت نظرا لحجم الكارثة، خاصة وأن جثامين الضحايا على حد تعبيره قد أضحت أشلاءا متناثرة. وبخصوص إمكانية تحديد هوية الضحايا، أكد عبد القادر قارة بوهدبة أن هذا العمل يتطلب أيضا مساهمة عائلات الضحايا بإجراء فحوصات ومقارنات في الحمض النووي وكذا استغلال أشلاء وأغراض الضحايا التي يتم العثورعليها. وكشف مدير الشرطة القضائية في نفس الوقت صعوبة هذه المهمة نظرا للظروف المناخية الصعبة التي تتميز بها منطقة وقوع الكارثة ، ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وتساقط الأمطارالرعدية بها أحيانا، مما يصعب عملية التحديد والتعرف على جثامين الضحايا بسهولة بسبب تناثر أشلائها، مؤكدا أن عملية تحديد هوية الضحايا معقدة وستستغرق وقتا طويلا. وقال أن هذا العمل تطلب أكثر من 10 ساعات في اليوم، مشيرا إلى أن الخبراء الجزائريين أبدوا الكثير من الاحترافية والانضباط وتنسيق العمل وتبادل المعلومات مع نظرائهم نظرا للتجارب والخبرات التي استفادوا منها في السابق. وأشار مراقب الشرطة إلى أنه تم العثورعلى عينات يجري تحليلها وسترسل أخرى إلى مخابرمختصة، مضيفا أنه » لا يهم أين تقع هذه المخابر، الأهم هو التعجيل بتحديد هوية الضحايا للسماح للعائلات بمباشرة عزائها«، مضيفا في ذات السياق »ما تقوم به فرقنا بتنسيق كامل مع باقي المحققين، إسبان وفرنسيين، هدفه الأساسي التعجيل في تحديد هوية الضحايا، فنحن أمام قضية إنسانية قبل كل شيء». وأقرّ المتحدث، أن فريق المحققين المدجج بالإمكانات والعتاد اللازم عمل في ظروف جغرافية صعبة جدا بفعل صعوبة التضاريس، فضلا عن الأجواء المناخية التي صعّبت من مهمتهم، مشيرا إلى أن الجهات المعنية تعمل على قدم وساق لكشف نتائج التحليلات في أقرب الآجال وذلك بالتنسيق مع خبراء فرنسيين وإسبان، لتحديد هوية ضحايا الطائرة. وبخصوص انفراد مكتب تحقيقات فرنسي بإجراء التحاليل، أفاد المتحدث أنه أمر عادي ما دام الأهم في هذه الحال معرفة الحقيقة ومعرفة هوية الضحايا، حتى لو استدعى الأمر الاستعانة بخبرات أخرى. وكانت الطائرة الاسبانية التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية قد تحطمت قبل أسبوع شمال مالي أثناء الرحلة بين واغادوغو والجزائر العاصمة وعلى متنها 116 راكب لم ينجو منهم أحد.