دفع احتدام القتال بين المجموعات المسلحة المتناحرة في ليبيا والجيش الليبي وما خلفه من سقوط مزيد من القتلى والجرحى إلى دعوة البرلمان الليبي للانعقاد بشكل طارئ فيما أغلقت العديد من الدول سفاراتها وقامت بإجلاء رعاياها من الاراضى الليبية. و تشهد العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي شرقا تدهورا أمنيا خطيرا مع تزايد الاشتباكات العنيفة حول مطار طرابلس الدولي منذ أسبوعين بين ثوار الزنتان الذين يسيطرون عليه وقوات غرفة عمليات ثوار ليبيا ومسلحين من مدينة مصراتة ومدن الغرب الليبي في محاولة لإخراج الزنتان من المطار الذي يقومون بتأمينه منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أغسطس 2011 . وبلغت حصيلة الاشتباكات المحتدمة فى طرابلس 97 قتيلا و404 جريحا بحسب اخر حصيلة مؤقتة لوزارة الصحة الليبية. ومن جهتها تعيش مدينة بنغازي شرقا منذ ماي على وقع قتال عنيف بين قوات الجيش الليبي ومسلحين تابعين لجماعة أنصار الشريعة احتدمت الاشتباكات منذ قرابة أسبوعين مخلفة أزيد من 60 قتيلا وما يفوق ال 100 جريح وفق أخر حصيلة مؤقتة هي الأخرى. الجيش الليبي يستعيد سيطرته على بنغازي وحسب آخر التقارير الميدانية الواردة من مدينة بنغازي فقد استعادت قوات الجيش الليبى تحت قيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر أول أمس، السيطرة على أهم معقل للجيش في بنغازي والمتمثل في المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة الصاعقة بعد معارك بين قوات حفتر ومسلحين أعضاء مجلس شورى ثوار بنغازيس الذين كانوا سيطروا أول الثلاثاء على المعسكر بعد معارك دامت نحو أسبوع. وصرح خليفة حفتر أمس أن قواته تبسط سيطرتها على بنغازى وأنه انسحب من بعض المواقع لأسباب تكتيكية مضيفا أن ادعاء الميليشيات السيطرة على بنغازى هي أكاذيب. وقالت مصادر عسكرية من بنغازى أن العناصر التابعة لحفتر جددت قصفها لكتيبة 17 فبراير ومعاقل أخرى للمسلحين ببنغازى كما تمكن شباب مسلحين موالون لقوات حفتر من السيطرة على مديرية أمن بنغازى من قبضة المجموعات المسلحة. تدهور الوضع الأمني يعجل بعقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد و أمام تصاعد حدة الصراع على الأراضي الليبية تقرر عقد الجلسة الأولى للبرلمان الليبي الجديد الذي أفرزته انتخابات 25 يونيو الماضي بشكل عاجل السبت المقبل بدلا من الثلاثاء في مدينة طبرق الواقعة في أقصى الشرق الليبي - والتي تنعم بالهدوء إلى حد كبير- دون انتظار استلام المهام من البرلمان المنتهية ولايته. وقال النائب عن مدينة بنغازي (شرق) أبوبكر بعيرة الذي سيرأس الجلسة الأولى للبرلمان كونه أكبر الأعضاء سنا فى تصريح تناقلته وكالات الأنباء إن معظم أعضاء البرلمان من مختلف أقاليم ليبيا الثلاثة والبالغ عددهم نحو 184 من أصل 200 نائب تم الإعلان عن فوزهم في الانتخابات السابقة قرروا أن يجتمعوا بشكل عاجل في مدينة طبرق التي تعد آمنة نظرا لما تمر به البلاد من اضطرابات وأوضاع أمنية سيئة. وأضاف أنه من المفترض أصلا وبحسب الإعلان الدستوري أن يبدأ البرلمان مهامه في مدينة بنغازي وبناء على الدعوة التي وجهها المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته أن تكون الجلسة الأولى في الرابع من أغسطس لكن نظرا للوضع الخطر في البلاد قررنا عقد جلسة عاجلة في طبرق. غلق للسفارات وإجلاء للرعايا وخشية من أن يتطور الصراع إلى حرب قد تكون أشد دموية لجأت عديد من الدول إلى غلق سفاراتها مؤقتا وإجلاء رعاياها حفاظا على أمنهم. وقد عبرت الجزائر على لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة عن قلقها العميق إزاء التطورات الخطيرة للوضع الأمني في ليبيا ودعت المجتمع الدولي إلى التجند لمساعدة هذا البلد على رفع كل التحديات التى يواجهها. وأكد لعمامرة في تصريح له أمس الأول أن التطورات الخطيرة للوضع الأمني في ليبيا تقلق الجزائر إلى أقصى درجة داعيا المجتمع الدولي إلى التجند من اجل مساعدة ليبيا على رفع كل التحديات التي تواجهها، كما ناشدت الجزائر كل الأطراف الليبية المعنية باشتداد المواجهات بين الأشقاء الاحتكام إلى برلمانهم المنتخب من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية لمصالحة وطنية باتت حتمية وكذا وضع مؤسسات ذات مصداقية وفعالة للقيام بالمهام التي تخص سيادة الدولة الليبية. وعلى صعيد أخر أقدمت كل من الولاياتالمتحدة وألمانيا فرنسا وكندا وإسبانيا على غلق سفاراتها في طرابلس فيما نصحت عدة دول بما فيها بريطانيا وألمانيا ومصر والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية وتركيا رعاياها بمغادرة الأراضى الليبية على الفور وقامت بعضها بالفعل بعملية الإجلاء لمواطنيها.