وقف الشعب الجزائري، أول أمس، في حدود منتصف النهار دقيقة صمت و توقف عن العمل لمدة خمس دقائق عبر جميع أنحاء الوطن ترحما على أرواح ضحايا غزة و تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي همجي. وقد جرى الوقوف دقيقة صمت خارج كافة المؤسسات و الهيئات و المنظمات الأخرى وذلك تعبيرا عن تضامن الشعب الجزائري مع شقيقه الفلسطيني الذي يعاني من اعتداءات الكيان الصهيوني الذي تمادى في طغيانه إزاء كل ما يرمز إلى مقومات الشخصية الفلسطينية. وكانت الساعة تشير إلى تمام منتصف النهار بالبريد المركزي بالجزائر العاصمة، أول أمس، آخر أيام شهر جويلية عندما قام أعوان الأمن بإطلاق صفاراتهم لتوقيف حركة المرور بالتزام دقيقة صمت ترحما على ضحايا العدوان الإسرائيلي على أهالي غزة. وكانت شوارع العاصمة في ذاك اليوم القائظ أقل حركة في حين كانت حركة المرور تعرف سيولة أكثر إلا أن المواطنين الذين كانوا يسيرون على الأقدام أو على متن السيارات التزموا دقيقة الصمت، كما أطلقت خلال تلك اللحظة صفارات الإنذار بميناء الجزائر في الوقت الذي اجتمع فيه عديد من الشبان أمام القباضة الرئيسية لبريد الجزائر حاملين الرايتين الجزائرية و الفلسطينية رافعين لافتات كتب عليها »كلنا غزة« ووقف المارة يشاهدون بنوع من الاعتزاز تلك المشاهد على غرار سيدة أطلقت العنان لحنجرتها ل»للزغاريد« ترحما كما قالت على »شهداء غزة«، من جهته قال أحمد في الستين من العمر أن هذه الوقفة »تعد أقل ما يمكن أن نعمله تضامنا مع أشقائنا الفلسطينيين«، وأضاف أنه يتابع عبر التلفزيون »هذا العدوان الهمجي الذي لا يمكن وصفه«، معربا عن »استيائه الكبير للتغطية الإعلامية للقنوات الأوروبية التي تقدم الإسرائيليين كضحايا«، مؤكدا استعداده »للذهاب للجهاد في أرض فلسطين«. ووقف إطارات وموظفو وعمال قصر الحكومة في حدود منتصف النهار دقيقة صمت تبعها توقف عن العمل لمدة خمس دقائق ترحما على أرواح ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي همجي. وكان في مقدمة الحضور الوزير الأول عبد المالك سلال وكذا وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز بالإضافة إلى عدد من أعضاء الحكومة. كما نظمت بمقر وزارة الشؤون الخارجية وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني الصامد أمام الهجمة الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة التزم خلالها عمال الوزارة دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا العدوان الذي تسبب في مقتل أزيد من 1300 شهيد منذ 7 جويلية الماضي وفي أجواء من الخشوع والترحم جرى الوقوف دقيقة صمت بباحات مقر الوزارة بحضور وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة بمعية السفير الفلسطينيبالجزائر لؤي عيسى تلتها قراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع. ويذكر أن الجزائر قد جددت في عدة مناسبات وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية ويتجلى ذلك من خلال المساعدات التي تقدمها للشعب الفلسطيني وكذا في سعي ديبلوماسيتها لوقف الاعتداءات الاسرائلية على قطاع غزة. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد تحادث الأربعاء الماضي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي و أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني حول الوضع في غزة. وتطرق الرئيس بوتفليقة مع محادثيه إلى إمكانيات القيام بعمل عربي مشترك مكثف من أجل حمل المجموعة الدولية على التحرك لوقف عاجل للعدوان الإسرائيلي على غزة و كذا تضامن عربي أكبر مع فلسطينييغزة«. من جهتهم، التزم عمال البنوك و الإدارات العمومية و الخاصة على مستوى البريد المركزي بدقيقة الصمت و التوقف عن العمل لمدة خمس دقائق.