أيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قرار السلطة الفلسطينية طرح تقرير القاضي ريتشارد غولدستون بشأن الجرائم المرتكبة خلال الحرب على قطاع غزة على مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وذلك في تراجع عن قرارها قبل نحو أسبوعين سحب التقرير في خطوة أثارت انتقادات واسعة. وقالت ميشال مونتاس المتحدثة باسم الأمين العام الأممي إن بان ناقش الموضوع مع رئيس السلطة محمود عباس في محادثة هاتفية. وأكدت مونتاس أن المحادثة تطرقت أيضا إلى تعليقات لريتشارد فالك -المقرر الأممي المكلف بمتابعة أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية- قال فيها إن ملكية نجليْن لعباس شركة هاتف خلوي كانت وراء طلب السلطة تأجيل التصويت. وقالت المتحدثة إن عباس أبدى استياء شديدا لتصريحات فالك وهي تصريحات جاء فيها أن إسرائيل هددت بحرمان شركة »وطنية« -وهي شركة استثمرت سبعمائة مليون دولار في الأراضي الفلسطينية- من ترددات ضرورية جدا لعملها، إذا لم يؤجل التصويت. وأكد المندوب الفلسطيني الدائم إبراهيم خريشة من جهته أنه طلب عقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنها قد تعقد الخميس أو الجمعة. ومن جهته قال صائب عريقات -رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية- إن مجلس حقوق الإنسان سيستعرض التقرير يوم الجمعة. وفي أول رد فعل على هذه الخطوة الجديدة،قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تقبل بمثول أي من قادتها أو جنودها أمام محكمة العدل الدولية في حال تقديم اتهامات بارتكاب جرائم حرب, على خلفية الحرب الأخيرة على غزة، وتعهد بمنع إعادة طرح تقرير غولدستون على مجلس حقوق الإنسان. ووجه نتنياهو -في كلمة ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي- انتقادات وصفت بأنها شديدة اللهجة لتقرير غولدستون وقال إنه»مشوه كتبته لجنة مشوهة«, معتبرا أنه يقوض ما سماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. كما اعتبر أن التقرير يشجع ما سماه الإرهاب ويهدد السلام. وشدد نتنياهو أيضا على أن إسرائيل »لن تخاطر بتوقيع معاهدة سلام في الشرق الأوسط إذا حال ذلك بينها وبين حقها في الدفاع عن نفسها«, مجددا مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وخلص رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى القول بعدم السماح بمثول إيهود أولمرت وتسيبي ليفني وإيهود باراك أمام المحكمة الدولية في لاهاي. يشار إلى أن التقرير يتهم إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بارتكاب جرائم حرب. وطبقا لتقديرات جماعات فلسطينية للدفاع عن حقوق الإنسان فإن 1417 فلسطينيا بينهم 926 مدنيا استشهدوا في الحرب على غزة, في حين تقول إسرائيل »إن 709 مقاتلين فلسطينيين قتلوا إضافة إلى 295 مدنيا و165 شخصا لم يتسن تحديد هوياتهم«. كما قتل عشرة جنود إسرائيليين وثلاثة مدنيين أثناء القتال.