دعا الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أمس، وزارة التربية إلى الكف عن القرارات الارتجالية غير المدروسة، لاسيما منها ما يخص التعليمة الأخيرة التي تلزم مدراء المؤسسات الدراسية بإعادة تنظيم جداول مواقيت الدراسة، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات ستؤزم الوضع أكثر، وتجعل قطاع التربية مرتعا للفوضى، وما على الوزارة إلا تخفيف البرنامج ومن خلاله تقليص الحجم الساعي، لتخفيف الضغط على التلاميذ. أمطر المكلف بالإعلام بنقابة «إينباف» عمراوي مسعود في اتصال مع »صوت الأحرار« أمس، وزارة التربية بمجموعة من الانتقادات، بسبب ما وصفها قرارات عشوائية تعتمد على مبدأ »شاورهم وخالفهم«، ذلك أن هذه الأخيرة تقوم باستشارتهم في القرارات بعد أن يتم إعدادها، ولا تعير أدنى اعتبار لمصلحة التلاميذ الذين باتوا حقلا للتجارب، غير آبهة بتأثير ذلك على معدل التحصيل عند التلاميذ. وتابع المتحدث، إن توزيع الحصص الدراسية على أمسية الثلاثاء أو صبيحة السبت أو أمسيته، سيثير حساسية بين الأساتذة بالدرجة الأولى، ناهيك عن أن هذا يعبر عن محاولة وزارة التربية الهروب من المسؤولية بعد احتجاجات التلاميذ في عدة ولايات، حيث رمت الكرة في مرمى مدراء المؤسسات التربوية، ليخلق ذلك بالتالي مزيدا من الفوضى نحن في غنى عنها كما قال، على اعتبار أن هناك مشكل سيبرز بقوة وسط الأساتذة، خاصة منهم من يرفض التدريس صبيحة السبت مثلا، بحجة أن زملاءهم لا يدرسون في نفس اليوم. وأضاف عمراوي، أن الوظيف العمومي أقرّ يومي الجمعة والسبت يومي عطلة ولا مجال لنقاش ذلك بعد مرور شهر من الدراسة، فلا يحق لوزارة التربية حل مشكل الاكتظاظ وتوزيع الحجم الساعي على حساب الأساتذة، مضيفا أن الحل يكمن في خلق خلايا تفكير تجمع الطرفين في أقرب وقت، تكون كفيلة بحصر المشاكل التي يعانيها القطاع بعيدا عن كامل الإجراءات العشوائية. واقترح محدثنا على وزارة التربية تخفيف البرنامج وتقليص الحجم الساعي، لحل مشكل تنظيم جداول مواقيت الدراسة، لاسيما أن ذلك أثبت فعاليته في النظام القديم، فليس من المعقول –يضيف المتحدث- أن يبقى التلاميذ بين أربع جدران حتى الخامسة والنصف خاصة مع الفترة الشتوية التي تعرف حلول الظلام مبكرا، مشيرا إلى أن هذا لا يتماشى إطلاقا مع الأساليب التربوية الحديثة. ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة للقطاع التربوي ومواصلة العمل بالطريقة القديمة على الأقل خلال سنتين، ليتمكن كل من الأساتذة والتلاميذ من التأقلم بطريقة تدريجية، »أما أن تستمر الوزارة في ما أسماها سياسة التجاهل والكيل بمكيالين، فأقول أن كل هذه الاجرءات الأخيرة مآلها الفشل«.