حذرت نقابات قطاع التربية من استمرار تهرب وزير التربية، أبو بكر بن بوزيد، من مواجهة سلبيات التعديل الأسبوعي الجديد، وسعيه وراء مواصلة إصلاح المنظومة التربوية بأسلوب الترقيع والارتجال، في إشارة الى القرار الوزاري الذي فتح المجال لمديري التربية لإجراء تعديلات على أيام الدراسة والعطلة الأسبوعية، الأمر الذي سيخلق المزيد من الفوضى بين مختلف المؤسسات التعليمة، داعية الى الاستعجال في مراجعة القرار وتوحيد ساعات العمل على المستوى الوطني· واستنكرت النقابات المستقلة التعليمة الوزارية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية، التي ذكرت من خلالها مديري المؤسسات التربوية ''بعد التنسيق وإجراء مشاورات مع الأساتذة وممثلي أولياء التلاميذ'' بإمكانية إجراء تعديلات على أيام الدراسة بعد الصعوبات التي وجدها التلاميذ في التجاوب مع جداولهم الزمنية، في ظل التعديل الأسبوعي الجديد الذي منح يومين ونصف للراحة، الجمعة والسبت وظهيرة يوم الثلاثاء· وتوقع الناطق الرسمي لمجلس ثانويات الجزائر، عاشور إيدير، في تصريح ل''الفجر''، حصول المزيد من الفوضى على مستوى المدارس، على غرار تلك التي تشهدها العديد من مناطق الوطن، على غرار العاصمة وبجاية وقسنطينة، أين خرج طلبة المؤسسات الثانوية الى الشارع تنديدا بالتوقيت الجديد· وأضاف إيدير أن الوزارة مجبرة على تقليص ساعات الدراسة، والتي تصل في الأسبوع الواحد إلى 36 حصة، في الوقت الذي يخصص فيه المستوى العالمي 26 ساعة في الأسبوع· وهو ذات التوجه الذي ذهب إليه المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عمراوي مسعود، الذي استنكر الأسلوب الترقيعي الذي تعتمده وزارة التربية الوطنية، جراء اعتماد قرارات دون استشارة أهل الاختصاص· من جهة أخرى، نقل عمراوي اعتراف وزارة التربية بوقوع خطإ لدى اعتماد التعديل الأسبوعي الجديد، وذلك خلال اللقاء الذي جمعه الأسبوع المنصرم مع الأمين العام، أبو بكر الخالدي، لمناقشة ملفي التعويضات والتكوين· وتجنبا لتأزم الأوضاع أكثر، في ظل ''الإجراءات الارتجالية''، التي تصدر عن وزارة التربية ومختلف مديرياتها، التي حولت التلاميذ إلى فئران تجارب، دعا رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، إلى تدارك الوضع خلال العطلة المقبلة التي تنطلق بداية من تاريخ 29 أكتوبر الجاري، إلى غاية 3 نوفمبر المقبل، وذلك تجنبا لخلق فوضى جديدة، جراء اعتماد كل مؤسسة أياما دراسية مغايرة، على حد قول المتحدث· ودعا مزيان إلى التفكير في إعادة توحيد نهاية الأسبوع، مشيرا الى العودة الى النظام القديم، في انتظار دراسة معمقة لملف تخفيض حجم الساعات والبرامج الحالية· وأشار المتحدث إلى أهم هذه العراقيل التي صادفت القطاع على غرار مشكل الاكتظاظ، حيث أكد أن المدارس استوعبت ضعف طاقتها، إذ وصل عدد التلاميذ بالمدرسة الواحدة الى 1300 تلميذ، مضيفا أن مدارس عديدة بالجزائر لازالت تعمل بنظام الدوامين وذلك عكس التصريحات التي أدلى بها الوزير والقاضية بالقضاء على نظام الدوامين بالمدارس الجزائرية· كما تطرق إلى تعديل العطلة الأسبوعية، قائلا إن نقابته كانت الوحيدة التي رفضت نظام العطل الجديدة والذي أثر سلبا على مردود التلاميذ، وذلك بسبب كثافة الدروس طيلة أيام الأسبوع، بالإضافة الى إرغام التلاميذ والأساتذة على مغادرة مقاعد الدراسة في أوقات متأخرة·