أفادت مصادر مؤكّدة، أنّ وزير الصحّة وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، أمر مؤخّرا بغلق عيادة جراحية خاصّة، بعد تورّطها في موت شاب في ال 24 من العمر، إضافة إلى تجاوزات أخرى وقفت عليها لجنة تحقيق وزارية، ومصالح العدالة. وحسب ما ذكرته ذات المصادر، فإنّ السبب الرئيسي لغلق العيادة الجراحية الخاصّة يرجّح أن يكون وفاة شاب من حي بوعمامة أو الحاسي والذي أصيب في يده اليمنى قبل أشهر بمقر عمله ككهربائي، مما أدّى إلى ثقل حركة أصابعه، الأمر الذي هدّد مستقبله المهني ولم يجد أمامه إلا العملية الجراحية على مستوى عيادة خاصّة، للعلاج واسترجاع حركة أصابعه من جديد، وتم نصحه بعيادة تتواجد بوسط مدينة وهران، أين تم الإتفاق على إجراء عملية الأعصاب باليد مقابل مبلغ 12 مليون سنتيم، فيما قدّرت نسبة النجاح ب 80 بالمائة. ودخل الشاب بناء على ذلك إلى العيادة يوم الخميس أين أجريت له العملية، لكنّه وبعدما استفاق من جرعة التخذير، أحّس بآلام شديدة، ولم يجد الطاقم الطبي إلا المسكنّات لتخفيف الألم عنه، واستمر على هذه الحال إلى غاية يوم السبت، أين تقرر فشل العملية والاستعانة بعملية ثانية بنزع شرايين من رجله وزرعها في يده اليمنى، لكنّ العملية الثانية فشلت هي الأخرى وازداد نزيفه وألمه بشكل مرعب، جعل عائلته تدخل في حالة هستيريا، كما توتّر الأطباء والممرضون وإدارة العيادة الجراحية الخاصّة ولم يجدوا من مخرج غير تحويله نحو مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي بحجّة أنّه يعاني من توقّف عمل الكليتين بسبب تناوله سابقا جرعات من المنشطات من دون إخبار الطاقم الطبي بذلك، وعلى مستوى مصلحة الاستعجالات علمت عائلة الشاب أنّه في حالة جدّ خطيرة وأنّه ميئوس من وضعهن وفعلا لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة يوم الأحد. وكان لموته فاجعة كبيرة لدى العائلة التي استغربت تحوّل عملية بسيطة على مستوى معصم اليد اليمنى إلى سبب للوفاة بهذه السرعة، فيما ذكرت إدارة العيادة أنّ عملية الأعصاب كانت معقّدة وأنّ الخطورة ارتفعت بسبب تناول المريض لمنشطات يتناولها ممارسوا رياضة كمال الأجساد، قبل ولوجه للعيادة والتي تكون قد أثّرت عليه بدرجة كبيرة وأدّى إلى حدوث عجز كلوين لكنّ العائلة استغربت عدم التعرّف على تعاطي المنشطات في التحاليل المخبرية للدم، مما كان سينقذ حياته وهو الإجراء المعمول به غالبا قبل أجراء أيّ عملية جراحية ممّا يدّل على الإستهتار واللهث خلف جني المال فقط على حساب صحّة المرضى حسب ما تفيد به عائلة الضحيّة. وفي أعقاب هذه الحادثّة التي هزّت القطاع الصحّي الخاصّ بوهران، والذي يعرف عدّة حوادث من هذا النوع بعضها لا يزال قيد الكتمان، تمّ رفع شكوى لدى وكيل الجمهورية بمحكمة الجنح بحي جمال الدين، الذي فتح بدوره تحقيقا حول الحادثة.