تمّ صباح أمس، ترحيل 1152 عائلة من الأحياء العتيقة بوهران نحو سكنات لائقة بقديل ووادي تليلات، وهي أكبر عملية تعرفها عاصمة الغرب ستتبع بعمليات أخرى خلال الأشهر الثلاثة القادمة ليصل عدد المرحّلين إلى 10 آلاف، فيما استفادت الولاية من حصّة 4 آلاف سكن إجتماعي إضافية. في حدود الساعة الرابعة صباحا، إنطلقت أكبر عملية ترحيل بوهران، مسّت 1152 عائلة بالأحياء التي تتواجد بها سكنات هشّة وهي حيّ الدرب والحمري ومديوني والنخيل، أين كانت العائلات المستفيدة تحوز على عقود استفادة مسبقة منذ أزيد من 3 سنوات، وأشرفت على العملية مصالح البلدية مصحوبة بمصالح الحماية المدنية ومصالح الشرطة وبإشراف مباشر من قبل الوالي، فيما تمّ الهدم المباشر للسكنات الهشّة لتجنّب العودة إليها والقضاء على أزمة السكن نهائيا. وتمّ ترحيل هؤلاء نحو حصّة 700 مسكن بقديل شرقا و400 مسكن بوادي تليلات وفقا لوعود الوالي عبد الغني زعلان الذي أكّد في عملية الترحيل الأولى التي شملت أزيد من 1000 عائلة قبل رمضان. وكانت قد خصّ بها 800 عائلة من حيّ بلانتير الفوضوي إضافة إلى العائلات المقيمة بالأحياء الهشّة، وكانت المقاولات حجر عثرة أمام وعود الوالي نتيجة التأخّر في الأشغال، إلاّ أنّ الوالي تدارك ذلك وهدّدها بالإنذارات وسحب المشاريع منها، إلى أن تمّ في آخر يوم من شهر أوت ترحيل 1152 عائلة بسكنات لائقة مع توفير مختلف شروط الحياة. وقد أعربت هذه العائلات عن ارتياحها خصوصا وأنّها قضت أزيد من 40 سنة داخل سكنات مهدّدة بالإنهيار، خلّفت العديد من الضحايا أمام أعينهم، وحسب تصريحات والي الولاية عبد الغني زعلان، فإنّ جميع المستفيدين من العقود المسبقة سيتّم ترحيلهم قبل نهاية السنة، إذ ستستأنف العملية في شهر أكتوبرونوفمبر وديسمبر كلّما تمّ تسليم المشاريع السكنية، وبلغ عدد هذه الشريحة أي الحائزة على عقود مسبقة أزيد من 6 آلاف عائلة بأحياء الحمري ومديوني والدرب وسيدي الهواري وبلار وسانت أنطوان وغيرها. كما أكّد الوالي لمن لم تشملهم عملية الإحصاء التي كانت قبل سنة ,2007 أنّه سيتّم إحصائهم في عملية أخرى من أجل القضاء على أزمة السكن بدرجة كبيرة في عاصمة الغرب، حيث استفادت الولاية خلال المخطّط الخماسي من حصّة تفوق 90 ألف سكن بمختلف الصيغ منها أزيد من 50 ألف سكن إجتماعي، كما استفادت من حصّة إضافية تقدّر ب 4 آلاف سكن إجتماعي والتي ستخصّص أيضا للمقيمين داخل البنايات الهشّة والبنايات الفوضوية والجيوب القصديرية. وتعد هذه العملية الثانية من نوعها التي تستهدف السكنات العمومية الإيجازية والتي شملها إجراء منح قرارات الاستفادة المسبقة لأصحابها بعد تلك التي جسدت في 2013 حسب المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لوهران بن علال ضربان. وأبرز نفس المسؤول أنه سيتم إسترجاع الموقع القصديري النخيل لاحتضان 300 وحدة سكنية ذات طابع عمومي إيجاري والتي أوكلت أشغال إنجازها لشركة صينية، مشيرا إلى أن هذا البرنامج ظل عالقا جراء غياب موقع لنجسيده. وللإشارة فقد سخرت السلطات المحلية كل الإمكانيات المادية والبشرية منها 750 شاحنة ومركبة لتجسيد عملية الترحيل في ظروف مناسبة عقب الإلتزام بالأجال والذي أخذ بالتشاورمع ممثلي أصحاب قرارات الإستفادة المسبقة لأحياء الدرب والحمري والغوالم )مديوني سابقا( كما أوضح رئيس دائرة وهران كياس بن عمر، مشيرا إلى القيام بعمليات ترحيل أخرى في أكتوبر وديسمبر القادمين حسب السكنات المستلمة.