انطلقت أمس الانتخابات الرئاسية التونسية في مختلف مكاتب الاقتراع التي فتحتها السفارة بكل من الجزائر العاصمة ووهران وسيدي بلعياس وتيبازة وقصر البخاري بولاية المدية وكذلك بمختلف مكاتب الاقتراع التابعة للدارة القنصلية بكل من عتابة وتبسة. شهدت مكاتب الاقتراع بهذه المناسبة إقبالا مكثفا من قبل أفراد الجالية التونسية الذين عبروا عن ارتياحهم لحسن سير العملية الانتخابية والظروف المريحة التي تجرى فيها هذه الانتخابات بما مكنهم من ممارسة حقهم الانتخابي بكل حرية وشفافية في نطاق الاحترام التام للقانون الانتخابي. كما أعرب أفراد الجالية التونسية الذين مارسوا حقهم الانتخابي بمقر مكتب الاقتراع بالجزائر العاصمة في جو احتفالي بهيج عن فخرهم واعتزازهم بما تحقق في تونس من انجازات خلال العشريتين الماضيتين وتفاؤلهم بمستقبل تونسي للمضي قدما نحو التطور. هذا وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد دافع عن الانجازات المحققة في حوار أدلى به إلى المجلة الشهرية أفريك ماغازين في عددها لشهر أكتوبر الجاري حديثا تطرّق فيه إلى الكثير من القضايا التي تهم بلاده التي تستعد لخوض انتخابات رئاسية وتشريعية في الخامس والعشرين من هذا الشهر. و أورد الرئيس بن علي الكثير من الأرقام والأدلة والحجج على أن بلاده »أضحت اليوم نموذجا للنجاح« و«بلد التنمية المتضامنة والحرية» منها أن الاقتصاد التونسي يحتل اليوم المركز الأول في إفريقيا من حيث القدرة التنافسية ويعتبر من بين الاقتصاديات الأربعين الأوائل في العالم وفقا لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى أن الأجيال الجديدة التي تعلمت خلال هي فترة حكمه التي دامت 22 عاما »منفتحة وتتميز بالحيوية ويبرهن تحكمها في العلوم والتكنولوجيات الجديدة للاتصال بصورة جلية على التطور المشهود لبلادنا على طريق بناء مجتمع المعرفة واقتصاد الذكاء« و ذكر الرئيس التونسي أن دخل الفرد تضاعف 4 مرات ليبلغ الآن 5 آلاف دينار، وأن نسبة التمدرس فيما يخص تعليم الصغار تقارب 99% وأن 80 % من التونسيين يمتلكون مساكن خاصة بهم، فضلا عن النزول بنسبة الفقر إلى 3.8 %، وتوسع شبكات الماء والكهرباء والطرقات المعبّدة إلى نسب تقارب 100 %. وفي سياق ثان وفي ما يخص ملف حقوق الإنسان والتعددية السياسية والبلاد على أبواب انتخابات رئاسية وتشريعية، قال الرئيس التونسي إن بلاده يمثل فيها احترام حقوق الإنسان واقعا ملموسا، مشيرا إلى أن مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهو المؤسسة الدولية ذائعة الصيت، قد هنأ تونس بالمكاسب العديدة المحققة في المجال. وتعهد بن علي الذي قال إن سياسته في ملف الديمقراطية تنبني على التدرج والإضافة بأن تشهد البلاد مستقبلا طورا ديمقراطيا جديدا أكثر تقدما، في إشارة إلى الدورة الرئاسية الجديدة التي ترشحه أغلب التوقعات ليكون هو الفائز فيها. وفي إجابة عن سؤال يخص الموقف من الاتحاد من أجل المتوسط قال الرئيس التونسي إن الاتحاد من أجل المتوسط هو فرصة يتوجب الاستفادة منها »من أجل أن نجعل من طاقتنا المتوسطية نموذجا للتعاون والتضامن والاستثمارات التي تعود بالنفع المشترك«. وبخصوص الرهان على الشراكة مع أوروبا، قال بن علي »إن طموحنا هو جعل علاقاتنا مع الفضاء الأوروبي نموذجا للتنمية المتضامنة والتكامل الذي يرتكز على الاحترام المتبادل وسيادة كافة الدول«.