شرعت الجالية الجزائرية عبر عديد من الدول الأوروبية والعربية، أمس، في عملية الاقتراع الخاصة بالرئاسيات على أن تتواصل العملية إلى غاية هذا الخميس من أجل إشراك المهاجرين الجزائريين في اختيار القاضي الأول للبلاد من بين المترشحين الستة الذي باشروا حملتهم الانتخابية منذ ال19 مارس المنصرم. انطلقت عملية الاقتراع بالنسبة لأفراد الجالية بالمهجر والمقدر عددهم بتسعمائة وواحد وأربعين ألف و455 ناخب، حيث كثفت مصالح القنصليات الجزائرية في مختلف بلدان العالم وعلى مدى أشهر، من جهودها لضمان حسن سير الانتخابات الرئاسية، وتوفير الوسائل اللازمة لتمكين أفراد الجالية من ممارسة حقهم المدني وأداء واجبهم الوطني، فقد عمدت الممثليات الدبلوماسية الجزائرية بالخارج إلى إنشاء مكاتب اقتراع جديدة تكون قريبة من مكان تواجد أعضاء الجالية، لتسهيل أداء الواجب الانتخابي عليهم وتوفير مشقة التنقلات الطويلة عليهم، كما تم إعطاء تعليمات صارمة للمصالح الدبلوماسية بالخارج من أجل السهر على ضمان سير العملية الانتخابية في أجواء من الشفافية والنزاهة وضمان حياد الإدارة. مشاركة واسعة للجالية الوطنية في المدن الفرنسية انطلق الاقتراع للانتخابات الرئاسية عبر كامل القطر الفرنسي حيث فتحت مكاتب الاقتراع ال134 أبوابها على الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي لفرنسا لاستقبال أوائل الناخبين من بين أزيد من 776 ألف ناخب، وتسهيل العملية والسماح لهم بأداء واجبهم بكل هدوء، على أن يتواصل الاقتراع الى غاية يوم الخميس المقبل بالنسبة للجزائريين المقيمين بالخارج. ففي باريس أين يسجل تمركز كبير للجزائريين، حضر مئات الناخبين الذين سارعوا الى مكاتب التصويت الخمسة لأداء واجبهم بشكل عادي وفي هدوء وسكينة يؤطرهم العديد من الأعوان الذين تم تجنيدهم لغرض الإشراف على التنظيم، الانطلاقة التي اعتبرها مساعد القنصل العام محمد بن شارف "تبشر بالخير" فيما يتعلق ببقية العمليات خاصة خلال يومي عطلة نهاية الأسبوع التي عادة ما تسجل أكبر عدد من الناخبين، مشيرا إلى أن الأعمال التحسيسية التي تم القيام بها من قبل المصالح القنصلية منذ حوالي شهرين، ستتجسد من خلال نسبة جيدة من المشاركة على التراب الفرنسي. وفي شمال شرق فرنسا، شرعت الجالية الجزائرية المقيمة في الدائرة الانتخابية لماتز أمس في أداء واجبها الانتخابي، حيث قال ناخبون أنهم حريصون على التعبير عن رأيهم من أجل تأكيد رهانات الاقتراع الرئاسي، معتبرين مشاركتهم " تعبيرا لدعم المسار الديمقراطي الذي باشرته البلاد منذ عدة سنوات وعربون ثقة لرئيس الجمهورية المقبل"، حيث تتم العملية الانتخابية عبر مكاتب التصويت السبعة المفتوحة، والتي شهدت منذ انطلاق العملية إقبالا منتظما للناخبين. وفيما يتعلق بمدينة مرسيليا، فلقد وجد المشرفون على مراكز التصويت الخمسة المفتوحة منذ الثامنة من صباح الأمس بوسط المدينة، صعوبات جمة في التحكم في الإقبال الكثيف للناخبين القادمين من شتى أنحاء عمالة بوش دي رون جنوبي فرنسا، حيث وصف بعض الملاحظين الإقبال المتمثل في طوابير طويلة أمام مدخل المركز الانتخابي ومكاتب التصويت ب"القياسي"، فيما اعتبره القنصل العام للجزائر بمارسيليا عبد الحميد سعيدي "تتويجا مفرحا" للجهود المضنية التي بذلتها المصالح القنصلية في مجال التحسيس والتوعية لصالح المشاركة الكثيفة في الموعد الانتخابي. نفس الأجواء صنعتها الجالية الجزائرية في كل من تونس ،المغرب، الأردن ، بلجيكا ،اللوكسمبورغ ، المملكة المتحدة وايرلندا ، حيث جرت عملية التصويت في ظروف حسنة.