عاد لهيب الأسعار مجددا إلى أسواق الخضر والفواكه قبل أسبوع من حلول عيد الأضحى المبارك ليجد المستهلك مرة أخرى نفسه ضحية بعض الممارسات التي يبدو وأن تجارنا لا نية لهم في التخلي عنها لتعود في كل المناسبات والأعياد خاصة الدينية منها إذ يفترض أن ''يصوم'' هؤلاء ولو لفترة عن طمعهم وجشعهم. فبأسواق العاصمة لا نجد فاكهة بسعر يقل عن ال100 دينار للكيلوغرام، أما الخضر فأخذت هي أخرى منحى تصاعديا لتزيد من ارتفاع حمى الأسعار كلما اقترب العيد، حيث تراوحت نسبة الزيادة بالنسبة لبعض المواد بين 10 و30 بالمائة، في حين تضاعف سعر البعض الآخر. ''إذا أراد المستهلك أن يقتني من السوق ما يحتاجه للعيد من خضر وفواكه فعليه أن يعد العدة المالية ويملأ جيبه جيدا لأن الأسعار التي تنتظره سوف لن ترحمه هذه الأيام'' هكذا قال لنا احد المواطنين الذي التقينا به بسوق ''علي الملاح'' بالعاصمة وفعلا لم يخطأ هذا الأخير في قوله، ففي أسواق العاصمة حيث تجولت ''المساء'' صباح أمس لم تصنع الأسعار الحدث ولم تخرج عن عادتها حيث التهبت بمجرد اقتراب العيد لتنذر بأيام حامية ضحيتها المستهلك طبعا فالطماطم التي كانت تتراوح أسعارها ما بين 45 و50 دينارا مثلها مثل البطاطا التي لم تبرح أسعارها مكانها والتي تصل كأقصى حد إلى 50 دينارا، عرضت أمس للبيع بأزيد من 60 إلى 80 دينارا، بينما وصل سعر الخس حد ال100 دينار للكيلوغرام، كما شهدت أسعار كل من الكوسة، الجزر، اللفت، البصل، الكرنب، الفاصوليا الخضراء، القرنبيط (شوفلور) والملفوف زيادات تتراوح ما بين 10 و30 بالمائة في الوقت الذي لم ينزل فيه الثوم ومعه الفواكه عن برجهما العاجي فحتى وإن ترتفع أسعارهما فإنها تبقى مستقرة وفي غير متناول الجميع وحتى البرتقال الذي يكثر الطلب عليه لفوائده الصحية في هذا الفصل تبدأ أسعاره من ال100 دينار لتزيد كلما كانت النوعية جيدة. وبسوق الحراش، عرفت الأسعار ارتفاعا مذهلا حيث وجدنا الفلفل الحلو ''الطرشي'' والفلفل الحار يعرضان بحوالي 200 دينار، الفاصوليا الخضراء بأكثر من 150 دينار، الكوسة ب 90 دينارا والفاصوليا الحمراء بأكثر من 150 دينار إلى جانب السلطة التي وصل سعرها إلى ما فوق 120 دينار، مع الإشارة إلى أن هذه الأسعار التي فاق أغلبها ال 100 دينار كان بعضها لا يزيد عن 80 دينارا. كما تراوح سعر البصل ما بين 40 و60 دينارا، الطماطم ب 80 و100 دينار، الجزر 70 دينارا بعدما كان سعره قبل أسبوع 40 دينارا واللفت ب 80 دينارا أمّا ''الشوفلور'' فقد بلغ ثمنه 120 دينار والباذنجان والخيار والبسباس 80 دينارا، والخرشوف 55 دينارا. التهافت وغياب ثقافة الاستهلاك ورغم هذا الارتفاع الذي يتوقع أن يستمر خلال الأيام المتبقية التي تفصلنا عن العيد، فإن إقبال المواطنين كان كبيرا على أسواق الخضر والفواكه على مستوى العاصمة على غرار جميع مناطق الوطن، حيث يسعى هؤلاء إلى اقتناء بعض الخضر لاسيما المطلوبة منها في مثل هذا اليوم العزيز على كل مسلم كالكوسة واللفت فضلا عن البطاطا، الطماطم، السلطة والفاصوليا الخضراء وطبعا البصل والثوم. ويلجأ المواطنون هذه الأيام إلى اقتناء كمية كبيرة من الخضر والفواكه وكل ما يحتاجونه من متطلبات العيد. وهو ما يؤكد مجددا أن ثقافة الاستهلاك لا تزال غائبة في مجتمعنا. وقد حث اتحاد التجار والحرفيين، التجار على ضرورة تجنب المضاربة وعدم المبالغة في الأسعار وتجنب استغلال حاجة المواطن في هذه الفترة والكف عن جعل الربح الهدف الأساسي والوحيد.