تشهد أسواق الخضر والفواكه هذه الأيام ارتفاعا جنونيا للأسعار بلغت مستويات قياسية مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث وجد المواطنون صعوبة كبيرة في اقتناء مستلزماتهم، خاصة بعد أن بلغت أسعار البطاطا 60 دج للنوعية الرفيعة والطماطم بين 40 و60 دج، بالإضافة إلى اللحوم البيضاء التي تراوحت أسعارها بين 190 و240 دج للكيلوغرام الواحد، وذلك في غياب الرقابة· ومن خلال جولتنا ببعض أسواق العاصمة، وقفنا على الأسعار المرتفعة حيث وصل سعر البصل هو الآخر 40 دج في حين ارتفع سعر الكوسة (القرعة) واللفت إلى 60 و80 دج في بعض الأسواق الشعبية في حين وصل سعرها إلى 100 و120 دج في بعض الأسواق التابعة لبلديات حيدرة وبن عكنون، وحسب تصريح لأحد المواطنين الذي اختار يوم نهاية الأسبوع لاقتناء مستلزماته فإن الدخل الفردي أمام هذه الأسعار يبقى بعيدا جدا، حيث أصبح من غير الممكن تلبية طلبات "المطبخ" خلال المواسم والأعياد في حين صرحت ربة منزل أنها ألفت ارتفاع الأسعار خلال مناسبات الأعياد وهو ما دفعها الى النزول الى السوق مبكرا لاقتناء مستلزماتها لكن ارتفاع الأسعار بدأ مبكرا على حد تعبيرها، وهو ما سيحرم العديد من العائلات الجزائرية اقتناء كل مستلزمات تحضير الأطباق التقليدية· ولدى استفسارنا عن سبب ارتفاع الأسعار لدى تجار التجزئة أرجعوا من جهتهم السبب إلى ارتفاع الأسعار بأسواق الجملة الممونة لأسواق العاصمة، مؤكدين أنهم وجدوا هذه الأيام صعوبة كبيرة في التموين بالخضر والفواكه بعد أن قل العرض عن الطلب وهي "استراتيجية" ألفها الممونون أو ما يصطلح على تسميتهم ب "الوسطاء" في مثل هذه المناسبات حيث يعمدون فيها الى تخزين المنتوج وتسويق جزء بسيط منه لاحتكار الأسعار وهي ممارسة غير شرعية على حد تعبير العديد من تجار التجزئة الذين يعيبون على السلطات المحلية غياب الرقابة على أسواق الجملة الأمر الذي فتح المجال للوسطاء لتوظيف قانون العرض والطلب بما يخدم مصالحهم· وعن سبب ارتفاع أسعار الفواكه وبعض أنواع الخضر صرح لنا احد التجار أن البطاطا والكوسة واللفت تدخل ضمن وصفات تحضير الأطباق التقليدية للعائلات الجزائرية في أيام عيد الاضحي لذلك وككل سنة حضر الممونون أنفسهم لهذه المناسبة من خلال التقليص من كمية المنتوجات الفلاحية الموجهة للتسويق، وهو ما أكدته مصادرنا من سوق الجملة "روفيقو" ببلدية بوقرة بولاية البليدة، حيث سجل في الفترة الأخيرة نقصا في كميات الخضر والفواكه التي تدخل السوق وهو ما رشح الأسعار للارتفاع، في حين تعرف أسعار الحمضيات ارتفاعا منذ عدة أسابيع بسبب قلة الإنتاج هذه السنة· وأشارت مصادرنا الى أن غياب الرقابة بأسواق الجملة فتح المجال واسعا للوسطاء للمضاربة في أسعار الخضر والفواكه من خلال التحكم في كميات المنتوجات التي تدخل السوق واللجوء إلى تخزين المنتوج في المواسم والأعياد لرفع الأسعار لكنها سرعان ما تعود الى مستوياتها العادية في الأيام التي تلي الأعياد·