عادت أسعار الخُضر والفواكه إلى الارتفاع بعد استقرارها لفترة قاربت الثلاثة أشهر، بحيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من القرعة 120 دج والخس 150 دج والبطاطا 40 دج والمانجتو 140 دج، وقد مس هذا الارتفاع أسعار اللحوم البيضاء ومختلف أنواع الحوت فيما يبقى التناقض لا يزال يطغى على الأسعار من سوق لآخر ما يُؤكد الحجم الكبير للمُضاربة وتعدد الوسطاء، وهو ما يعود إلى الواجهة بشكل علني عشية كل مناسبة. لم تتمكن السلطات العمومية لغاية الآن من التحكم في استقرار أسعار الخُضر والفواكه واللحوم البيضاء بالرغم من الإجراءات العديدة المتخذة والأموال المُوجهة لإنجاح الإستراتيجية التي باشرتها الحكومة في هذا المجال منذ عدة سنوات بهدف ضبط السوق، وهو ما تُترجمه الفوضى الكبيرة التي تشهدها الأسعار على مدار السنة، فيُمكنك أن تجد مثلا مادة القرعة بسعر 20 دج للكيلوغرام لتجدها بعد يومين فقط ب100 دج دون سابق إنذار، كما يُمكنك أن تشتري »المانجتو« ب80 دج في سوق الدويرة وتشتريها في نفس اليوم ب 140 دج من سوق »كلوزال« وسط العاصمة، أي أن الفارق يصل تقريبا إلى الضعف، وهو ما يحدث مع المواد الأخرى بسبب المُضاربة وتعدد الوسائد وغيرها.. في هذا السياق، ومثلما اعتدنا عليه السنوات الماضية، عادت أسعار الخُضر والفواكه إلى الارتفاع أياما قبل عيد الأضحى المُبارك وهو ما اطلعنا عليه ببعض أسواق العاصمة مثل سوق »كلوزال«، سوق »علي ملاح« بساحة أول ماي، سوق الشراقة وسوق الدويرة.. بحيث ارتفع سعر البطاطا إلى 35 و40 دج للكيلوغرام بعدما كان لا يتجاوز 25 دج وهو سعر لا يزال معتمد في بعض الأسواق الفوضوية، كما ارتفع سعر الجزر إلى 60 دج والطماطم إلى 60 دج بعدما كان لا يتجاوز 35 دج، كما ارتفع سعر الفلفل إلى 90 دج للكيلوغرام والمانجتو إلى 140 دج والتوم إلى 400 دج، وحافظ البصل على استقرار سعره الذي تراوح بين 25 و30 دج، بينما قفز سعر الخس من 50 و60 إلى 150 دج واللفت إلى 80 دج، كما حافظ الليمون على ارتفاع أسعاره الذي دام لعدة أشهر والذي بلغ بين 150 و200دج. وبدورها شهدت بعض أنواع الفواكه المتداولة لدى الطبقة المتوسطة ارتفاعا محسوسا بينما حافظت أخرى على استقرارها وهو الشأن مثلا بالنسبة لفاكهة العنب التي تراوحت أسعارها بين 80 و180 دج للكيلوغرام وفاكهة الإجاص التي تراوح سعرها بين 50 و130 دج وتفاح خنشلة بين 100 و150 دج حسب النوعية والموز بين 120 و140 دج ..وفي العموم تبقى أسعار الفواكه مثلما أكده لنا عديد الزبائن مرتفعة مقارنة بالمستوى المعيشي سيما بالنسبة للأسر التي يتجاوز عدد أفرادها الأربعة. من جهتها، شهدت أسعار اللحوم البيضاء ومختلف أنواع الحوت ارتفاعا ملحوظا، فأسعار الدجاج تراوحت بين 340 و350 دج للكيلوغرام والسكالوب 800 دج والسردين بين 250 و300 دج بالرغم من توقعات الرسميين بانخفاض أسعاره، أما لحم الخروف والبقر الطازج فتبقى لمن استطاع إليه سبيلا باعتبار أن أسعارها تتجاوز 800 دج للكيلوغرام لتصل إلى 1400 دج. وفي حديث جمعنا مع بعض الباعة، لم يستبعد العديد منهم تواصل ارتفاع الأسعار باقتراب مناسبة عيد الأضحى المُبارك مُرجعين ذلك إلى ما أسموه »المُضاربون الذين يلجأون إلى تخزين المواد بشكل همجي ودفع الأسعار إلى الارتفاع« وهو ما حدث، يقول أحدهم بشكل واضح جدا مع مادة »القرعة أو الكوسة« موضحا بأن أسعار هذه المادة وغيرها ستواصل الارتفاع كلما اقترب العيد. وبدورهم لم يستغرب بعض المواطنين الذين تحدثوا إلينا توجه الأسعار نحو الارتفاع باقتراب هذه المناسبة الدينية وذهب أحدهم يقول »لقد اعتدنا هذه المُمارسات من قبل التجار وأصبحنا لا نثق في تصريحات المسؤولين« بينما قال آخر » ارتفاع الأسعار أصبح طول السنة وليس في المناسبات فقط والأسر الفقيرة لا تستطيع ضمان العيش الكريم بالنظر إلى الأسعار المعتمدة فما بالك خلال المناسبات..«، فيما اعتبر آخر فترة الثلاثة أشهر الماضية التي شهدت استقرارا في الأسعار بالفترة الذهبية التي يُصعب التكهن بعودتها.