طالب ممثلو الجمعيات المشاركة في الملتقى حول الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج بضرورة استحداث المجلس الأعلى للجالية الجزائرية، وفي سياق آخر سجل الباحث بمركز الأبحاث الاقتصاد المطبق في التنمية محمد صايب موزات هجرة 27 ألف شاب جزائري سنويا بطريقة غير شرعية، كما طعن في الأرقام التي قدمها البنك الدولي بوجود 40 ألف جزائري بإسرائيل، مستدلا في ذلك بهجرة 25 ألف يهودي من الجزائر مابين 1960 و1964 إلى هناك. عرف الملتقى حول الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج المنظم من قبل المجلس الشعبي الوطني بجنان الميثاق حضورا نوعيا وقياسيا، حيث كانت الجالية ممثلة بالمناطق الستة الممثلة للعالم العربي والإفريقي ومنطقة فرنسا الشمالية والجنوبية، إضافة إلى أوربا ومنطقة كندا والولايات المتحدةالأمريكية، وتميز هذا اللقاء بالمداخلة التي ألقاها الباحث بمركز الأبحاث الاقتصاد المطبق في التنمية محمد صايب موزات، أين شرح وضعية المهاجرين الجزائريين بالأرقام، حيث كشف أن هناك 5 آلاف جزائري عادوا من الجزائر مابين 2001 و2006، 70 بالمئة أجراء، وبالمقابل سجل الأستاذ 27 ألف جزائري يخرجون من البلاد بطريقة غير شرعية، معظمهم يلقون حتفهم دون الوصول إلى الوجهة التي يرغبونها، فيما أضاف أن من بين هذا العدد يستفيد 500 منهم فقط من عقود عمل. وطعن موزات في الإحصائيات التي قدمها البنك الدولي بخصوص الجزائريين الذين يعيشون بإسرائيل والذي كشف عن وجود 40 ألف جزائري، مشيرا إلى أن 25 ألف يهودي غادروا الجزائر مابين 1960 و1964. وفي تدخله، استغرب سفير الجزائر السابق بفرنسا محمد غوالمي في مداخلة بعنوان "العلاقات بين الجزائر وجاليتها، ما هي الرهانات؟" عن عدم رد السلطات الجزائرية على تصريحات مستشار ساركوزي الذي أكد أن الجزائر قامت بقتل 150 ألف جزائري، مشيرا إلى عندما كان في منصبه وخلال اللقاءات مع أولاد الحركى لمس لديهم استعداد لطلب الاعتذار على الجرائم التي اقترفها آباؤهم ضد إخوانهم خلال ثورة التحرير. من جهتها قدمت ممثلة عن جمعية تنشط بمرسيليا بن حمادة سوسن صورة سوداوية عن وضعية المهاجرين الجزائريين المقيمين بالمدينة والمقدر عددهم ب200 ألف جزائري، حيث أكدت أنها تعاني من العنصرية والتهميش، منتقدة الأحزاب السياسية التي "لا تفكر في الجالية إلا في المناسبات الانتخابية" رغم أنها تضيف أن الرئيس أولى عناية خاصة لهذه الشريحة من أبناء الجزائر في برنامجه الانتخابي. في هذا الإطار، دعت المتحدثة السلطات الجزائرية إلى العمل من أجل فتح مدارس جزائرية تدرس العربية على غرار كثير من البلدان العربية والأوربية التي تحرص على تعليم أبنائها اللغة الأم، كما وصفت وضعية أداء الجالية للشعائر الدينية ب "الكارثية" خاصة وأن عديد من أفرادها يلجئون لأداء فريضة الصلاة إلى الدهاليز وحظائر السيارات، إلى درجة ذهبت إلى القول إن "هناك من الأئمة الجزائريين من يجهلون العربية والفرنسية". واشتكت من غلاء تذاكر السفر نحو الجزائر وهو ما يدفع المهاجرين إلى تغيير وجهاتهم نحو تونس وتركيا والمغرب لانخفاض تكاليف النقل والإقامة فيها خلال العطل السنوية، ناهيك عن انعدام الاتصال بين المهاجر وكل الهيئات المعنية، داعية السلطات الجزائرية إلى تسهيل الإجراءات لنقل المهاجرين المتوفين خاصة وأنها أشارت إلى أن المتوفي يبقى لمدة تتجاوز 25 يوما لنقله إلى بلده و إلا سيكون مصيره الحرق. وكشفت ممثلة الجمعيات أن هناك نسبة كبيرة من المساجين الجزائريين في السجون الفرنسية بسبب ارتكابهم جرائم مختلفة، مؤكدة أن 60 بالمئة منهم نساء، فيما راح نائب عن منطقة كندا والولايات المتحدةالأمريكية إلى المطالبة فتح خط جوي بين الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية، إلى جانب فتح قنصليتين بنيويورك وكاليفورنيا، وتطرق بدوره إلى مشكل نقل الموتى، داعيا السلطات إلى تنظيم أيام مفتوحة على عمل الجيش الوطني الشعبي لتمكين أبناء الجزائر في الخارج من معرفة المكانة التي بلغها الجيش وبالتالي تمكينهم من الالتحاق بصفوفه.