كشف "محمد صايب موزات"، باحث في مركز الأبحاث المطبقة في التنمية، أن "عدد الجزائريين الذين يهاجرون سنويا إلى أوروبا وبالتحديد باتجاه فرنسا يصل إلى 27 ألف مواطن، لا يمكن من بينهم إحصاء سوى 500 مهاجر يتوجهون من الجزائر نحو وجهة أوروبية معروفة؛ حيث ينتظرهم عقد عمل لمباشرة مهامهم"• مؤكدا أن " الجزائر بحاجة إلى خلق 600 ألف منصب شغل سنويا قصد القضاء على ظاهرة الهجرة وإرغام الكفاءات الجزائرية المتواجدة بالمهجر على العودة للمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية"• وأوضح الباحث "محمد صايب موزات" في تدخل خلال ملتقى " الجالية الجزائرية في الخارج"، الذي نظمته لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية للمجلس الشعبي الوطني أن " الشباب الجزائري يميل كثيرا للهجرة منذ سنوات بعيدة، لكن الظروف المعيشية اختلفت ولم تعد مثلما كانت عليه بالأمس "• وقال "موزات" أن " ما بين سنتي 2001 و 2006 عاد إلى الوطن 5 آلاف مهاجر، حسب إحصائيات الجمارك، ألفان منهم كانوا عمالا يتقاضون أجورهم شهريا وهذا لم يمنعهم من العودة إلى البلاد بعد طول فترة من الهجرة " ثم أضاف أن " هناك إحصائيات رسمية تؤكد وجود 160 طفلا قاصرا جزائريا في شوارع مرسيليا ينامون على الأرصفة دون مبالاة السلطات الفرنسية أو الجزائرية، دون الحديث عن آلاف الحالات من طالبي اللجوء السياسي والمطرودين؛ حيث تشير آخر الإحصائيات، حسب هذا الباحث، إلى وجود 7 ملايين مغترب في أوروبا، يقيمون بطريقة غير شرعية"• كما كشف الباحث بلغة الأرقام عن إحصائيات البنك الدولي، الذي يضع الجزائر في المرتبة الثالثة من حيث عدد الجالية اليهودية• وتشير هذه الأرقام إلى وجود 40 ألف يهودي بالجزائر"، لكن - يقول الباحث - كان يجب التحري والبحث للتأكد من هذه المعلومة، وتوصل إلى أن " هذا الرقم يتعلق باليهود المولودين في الجزائر والذين غادر أكثر من 25 ألف منهم الجزائر مباشرة عقب الاستقلال"• أما بخصوص ظاهرة الحرافة، اعتبرها الباحث غير حديثة وقال أنها " تعود إلى سنة 1991؛ حيث حجز وقتها حراس السواحل الإسبانية أربعة قوارب كان على متنها مغاربة (جزائريون، مغاربة وتونسيون)، فيما أشار إلى ضعف تنقل الأشخاص بالمغرب العربي والذي قدره بنسبة مئوية لا تتجاوز 5 بالمائة، في حين ترتفع هذه النسبة في أوروبا إلى 50 بالمائة، منها 90 بالمائة مركزة في فرنسا• وحاول مختلف المتدخلون خلال هذا الملتقى، الذي ستختتم أشغاله اليوم " تعميق التفكير مع الجمعيات التي تمثل الجزائريين المقيمين بالخارج وتجذير مفاهيم النقاش من أجل تقوية الروابط بين الجزائر وأبنائها واستعادة ثقة الجالية من خلال الاطلاع على مشاكلهم، نجاحاتهم، آمالهم وتطلعاتهم "• زياري •• الحكومة مدعوة لاقتراح نصوص قوانين لفائدة الجالية بالمهجر وقد أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني "عبد العزيز زياري" لدى افتتاحه الملتقى، الذي حضره رئيس الحكومة، أن " الجهاز التنفيذي مدعو لاقتراح نصوص قوانين لفائدة الجالية الوطنية المقيمة بالخارج بشكل يسمح ب "تحديد دورها لصالح بلدها الأصلي"، ثم أضاف أنه " اقتراح نصوص القوانين يجب أن تكون مناسبة لتجسيد إرادة المشاركة التي لطالما طالبت بها جاليتنا المقيمة بالخارج في تنمية البلاد• كما ينبغي على الحكومة تحديد الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الجالية لتحسين العلاقات بين الجزائر والبلدان المضيفة لها"• ولدى تأكيده على ضرورة دعوة الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج إلى احترام قوانين البلد المضيف، اعترف "زياري" أنه "من واجب البلدان المضيفة احترام التزاماتها، ومن جهتها فإن السلطات العمومية الجزائرية عليها أن تدافع على حقوق رعاياها المقيمين بالخارج وتسهر على الحفاظ على كرامتهم"• وعند مخاطبته لممثلي الحركة الجمعوية للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج الحاضرين في الملتقى، صرح رئيس البرلمان "بصفتكم همزة وصل بين الجزائر والبلدان المضيفة، فأنتم سفراء بلدكم لديهم وحاملو مثل شعبكم"•