أكدت مصادر موثوقة ل»صوت الأحرار«، عودة هدوء نسبي إلى أحياء ولاية غرداية، بعد سلسلة من المواجهات التي شهدتها ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، وهو ما يتزامن مع الشروع في مساع حثيثة لاحتواء الأزمة بالمنطقة وإيجاد الحلول المناسبة لوقف الحركة الاحتجاجية التي تشنها عناصر الوحدات الجمهورية للأمن منذ أمس الأول. لقد تواصلت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء المواجهات بين شباب بعض الأحياء بولاية غرداية، تسببت في تسجيل جرحى وإحراق بعض المنازل، في الوقت لا يزال فيه عناصر الوحدات الجمهورية للأمن معتصمين أمام مقر الأمن الولائي بغرداية للمطالبة بتحسين ظروفهم المهنية، ولقد أورد مصدر »صوت الأحرار«، أن عناصر الأمن انسحبوا بشكل كلي من النقاط التي يتمركزون فيها وهم في الوقت الحالي متظاهرون أمام مقر الأمن الولائي، بعد أن نظموا مسيرة عبر شوارع عاصمة الولاية، فيما التحق قرابة 600عنصر من وحدات التدخل قادمين سيرا على الأقدام من مدينة بريان باتجاه مقر الأمن الولائي.وكانت بعض أحياء الولاية مسرحا لمواجهات بين مجموعة من الشباب، حيث شهد حي الحاج مسعود وسالم أوعسيى اشتباكات بين سكان الحيين خاصة بالمكان المحاذي لمقبرة عمي السعيد، كما سجلت مواجهات بين سكان حي ثنية المخزن وحي مليكة العليا، قبل أن تتدخل قوات الدرك الوطني وتفرق المتخاصمين باستعمال الغازات المسيلة للدموع، فيما تدخلت وحدات الدرك لفك المواجهات بين سكان حيي بن عديس وشعبة النيسان، حيث تم تسجيل عدد من الجرحى وحرق ما يقارب 6 منازل على الأقل. من جهتهم، فضلت السلطات المحلية غلق أبواب بعض المدارس والثانويات تجنبا لأي مواجهات محتملة، خاصة على مستوى ما يعرف ب »نقاط التماس«(المناطق الواقعة بين أحياء تضم مزابيين وعرب)، حيث أورد الصدر تسجيل شلل جزئي في الابتدائيات والثانويات خاصة تلك الواقعة ما بين الثنية وبني يزقن التي من المحتمل أن تشهد عودة المواجهات بين شباب الحيين. إلى ذلك، تعيش مدينة غرداية منذ صبيحة أمس هدوءا حذرا بعد عودة الأمن إلى بعض أحيائها، بالموازاة مع عقد اجتماعات مكثفة بين المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل ومسؤولين أمنيين لبحث الحلول الأنسب واحتواء الأزمة بغرداية. وكان شابان في العشرينات من العمر قد لقيا حتفهما وأصيب نحو عشرة أعوان من الشرطة ومن الحماية المدنية بجروح طفيفة في مناوشات متفرقة وقعت أول أمس بين مجموعات من الشباب ببريان، بعد أن بدأت مجموعات من الشباب في التراشق بالحجارة وبالزجاجات الحارقة وفي إشعال إطارات مطاطية قبل أن يتدهور الوضع مما تسبب في انتشار حالة من اللاأمن على مستوى الشطر الهام من الطريق الوطني رقم 1 العابر لمدينة بريان، على جانب قطع حركة المرور لفترة مؤقتة قبل أن تتدخل قوات الدرك الوطني المنتشرة بالمنطقة لإعادة فتح الطريق واستئناف حركة المرور.